الفخامة شيخ “البلد الأمين” تاج على رؤوس الكل
شيخ البلد الأمين , جسر موريتانيا إلى الوحدة , صورة العالم الشنقيطي الناصعة , الشيخ سيدي محمد الملقب (الفخامة) حفظه الله ورعاه ولد عبد الرحمن الملقب (الحكومة )ولد الشيخ سيدي عالم عابد زاهد كرس حياته لنشر شريعة الله بدون مقابل أصله ثابت وفرعه في السماء، سمح , خلوق, بشوش , تواضع لله فرفعه إلى أعلى الدرجات . (فعند الله تعلو بعلمك وعملك، وعند الناس تعلو بمالك وقوتك، هذه قيم الأرض، وتلك قيم السماء.) ليس هذا منكر من القول حين أصفه بالتاج، فهو الدُّرّةُ التي أحسن زماننا هذا كشفها ليعيد لشنقيط صورتها وللبذل والإنفاق ألقه، ويحمل المشعل الذي حمله آبائه وأجداده على مر التاريخ. فمثله من الشيوخ والأولياء نجوم مضيئة في سماء هذا العالم فبه يهتدي النَّاسُ في مساربِ الحياةِ فإذا غاب أو غُيِّب سادَ الظلامُ الدَّامسُ أرجاء الأرض، وتخبَّطَ الخلقُ في دياجيرِ الظلمةِ فلا يعرفونَ طريقاً ، ولا يهتدونَ سبيلاً. لقد ضربت قرية الشيخ “البلد الأمين” أحسن الأمثلة في تدريس كتاب الله ونشر تعاليم الدين الإسلامي السمحة بعيدا عن الغلو والتطرف , وهي بذلك تحافظ على صورة جامعاتنا الصحراوية التي تعتبر جزءا مهما من موروثنا التاريخي والحضاري , والتي أوصلت اسم شنقيط إلى مشارق الأرض ومغاربها. أنشأ الفخامة هذه القرية العامرة على أساس من التقوى خدمة لطلبة العلم , فأصبحت وجهتهم المفضلة ولم يبخل الشيخ من ماله وسهر على راحة الكل وهذه خصلة من خصال أهل الخير فالعِلْم أفضل الأعمال والقربات وقد قال وكيع: سمعتُ سفيان الثَّوري يقول: “لا أعلم من العبادة شيئاً أفضلَ من أن يعلّم النَّاس العِلْم كفالة طلبة العِلْم”، (وقال العلماء إن المقصود هنا ليس الكفالة العلميَّة والمعنويَّة وإن كان هذا مطلوب أيضا وإنَّما المقصود الكفالة المادّيَّة بتولِّي أمور طالب العِلْم والقيام على تلبية حاجته ليتفرَّغ ذهنيّاً ونفسيّاً وفكريّاً وبدنيّاً للمهمَّة الكبرى، وهي مهمَّةُ نشْر الدّين، والدّفاع عنه.) ورغم مكانة الشيخ العلمية والاجتماعية لم يغب يوما من الأيام عن الشأن العام الذي يرى فيه صالح البلاد والعباد , لقد كان سباقا إلى الحوار والسلم وإصلاح ذات البين فهو نهج آبائه من قبله مساهما بذالك في توحيد الصفوف ولم الشمل . وكان حاضرا في مختلف المحطات الكبرى من واقعنا اليوم , وكانت له آرائه الداعية إلى التآلف والتماسك بين كافة مكونات الشعب والحفاظ على المكتسبات الوطنية من أمن ووحدة , وموجها إلى تسخير الجهود والموارد إلى الصالح العام. فما كان “الفخامة” يوما إلا مثال العلماء العباد , والأولياء الزهاد , والشيوخ النساك ويحق له أن يكون . وهنا أستحضر في مدحه مدح شيخنا الفقيه أبي عبد القادر بن حنفية: الحِلْمُ مركبه والفقه مَشْرَبُهُ… وَالعَدْلُ تَرْقُبُهُ يُهْدى لِبَاغِيْهِ وَالْعِلْمُ مسبحه والبذل مَسْرَحُهُ… وَحِكْمَةُ اللهِ قَدْ حَلَّتْ بَوَادِيْهِ مَنْ يَبْتَغِ العِلْمَ فَلْيَنْزَلْ بِسَاحَتِهِ… فَالعِلْمُ – لا شَكـَّ – لا يَنْفَكُّ يأتيه مَنْ جَاءَ ذا سَغَبٍ، أوْ جَاءَ ذَا عَطَشٍ… أوْ جَاءَ ذَا نَصَبٍ إنْزَاحَ ما فيه أُنْظُر لِمَظْهَرِهِ إنْ كُنْتَ ذَا نَظَرٍ… سَتْدْرِي مخْبَرَهُ فَأَنْتَ رَائِيْهِ حتى يقول: نَشَأَتَ تَطْعَمُ فيْ بَيْتِ الْهَنَا أَدَبًا …وَتَرْضَعُ الْفَضْلَ فيْ أَسْمَى مَعَانِيْهِ حَتَّى امْتَطَيْتَ بُرَاقَ الْخَيْرِ مُرْتَقِيًا…سَمَا الْفَضَائِلِ «فَضْلُ الْلَّهِ يُؤْتِيَهِ» كَمْ فِيْكِ مِنْ سِمَةٍ لِلْخَيْرِ بَارِزَةٍ …. يَقُوْلُ مُبْصِرُهَا حَمْدَا لِبَارِيْهِ إِنِّي مَدْحَتُكُمُ وَاللَّهُ حَسْبُكُمُ … شَيْخِيْ وَحَسْبِيَ وَيْحِيْ إِذْ أُلَاقِيْهِ حفظ الله العلامهْ, الحبرُ الْفَهَّامَهْ ,القارئُ المقرئُ الشيخ الفخامة تاج رؤوسنا , وفخر مجتمعنا من كل مكروه وأيده بنصره وسدد خطاه , ونفعنا ببركته ومتعنا به سنينا عديدة وأعواما مديدة . عبد الله العتيق / كاتب صحفي