احمد ولد يحيى: وجودنا في أول مباراة ل”الشان” شرف عظيم
بعد انتهاء قرعة بطولة إفريقيا للأمم، الخاصة باللاعبين المحليين المقامة في المغرب مطلع العام المقبل، وبعد معرفة المنتخبات التي سوف يواجهها منتخبنا الوطني، أود أن أعرب عن سروري كمواطن موريتاني بوجود منتخبنا الوطني طرفاً في مباراة افتتاحية يتابعها الناس جميعاً في جميع أنحاء العالم، يسبقها حفل افتتاح رسمي سيُذكر فيه اسم بلادنا بكل لغات أهل الأرض، متحدثين عنا؛ بلداً وشعباً وتاريخاً وحضارة، وهذا بحد ذاته شرف عظيم ومصدر اعتزاز وفخر لكل مواطن موريتاني غيور على سمعة ومكانة هذا البلد العزيز..
سيُعزف نشيدنا الوطني، ويرفرف علمنا، على مسمعِ ومرأى ملايين الناس، آلاف منهم داخل الملعب، وملايين من خارجه.. لذلك علينا أن نتفاءل بهذا الحدث الكبير وأن نستعد له، لنعيشه حدثاً تاريخياً مشهوداً، لم نعش مثله من قبل.
وبالنسبة للذين بدت عليهم بعض علامات القلق أو التشاؤم من وجودنا في مجموعة صعبة، تضم منتخبات كبيرة، فإنني أطمئنهم بأننا سنكون أقوياء مثلهم، فنحن قادرون على مواجهة كل الخصوم بكفاءة عالية بإذن الله.. لأننا نكون أقوى دائماً عندما يكون خصومنا أقوى.. ولنا عبرة من تجربتنا في البطولة الماضية؛ حين وضعتنا القرعة في مجموعة رأينا جميعاً أنها سهلة، لكننا فشلنا في التأهل منها للدور الثاني، لذلك علينا الآن أن نتفاءل بالمجموعة الصعبة، فنحن سندخل هذه البطولة بعقلية من لا يخسر شيئاً، لكنه يريد أن يربح كل شيء.. سنحاول أن نظهر بالمظهر اللائق، وبالمتسوى الكبير، وأن نحقق النتائج المأمولة.. مع ذلك، لن نقف مكتوفي الأيدي، لنكتفي بالتفاؤل أو التمني بأن نحقق ذلك فحسب، بل سنصل الليل بالنهار، لنعمل بجد ومثابرة واجتهاد وتفانٍ من أجل أن نصل إلى أعلى درجات الاستعداد لنقطة البداية في مباراة الافتتاح.. سنحسن التحضير، وسنوفر كل المتطلبات، لنضع منتخبا الوطني في أحسن الظروف من أجل إنجاز هذه المهمة الوطنية على أكمل وجه بإذن الله.. ولا بد لي هنا أن أؤكد للجميع أن لدي ثقة مطلقة في لاعبينا جميعا؛ أولئك اللاعبين الذين قهروا منتخب مالي العنيد في عرينه بأرضه وأمام جمهوره في باماكو، وعودونا دائماً على الأداء بقوة كلما لعبوا مباراة رسمية، وثقتي كذلك مطلقة في طواقمنا الفنية والإدارية التي أوصلتنا لهذا المستوى.. والثقة مطلقة في السلطات العليا التي تدعم المنتخب الوطني بسخاء، وفي الجمهور الرياضي الذي ما فتئ يساند منتخبنا ويقف خلفه، في الشدة وفي الرخاء، مضحياً بوقته وماله من أجله، وفي نقادنا وإعلاميينا الذين نستنير دائماً بنقدهم وآرائهم. فثقتي مطلقة في الله، ثم فيكم جميعاً بأننا سنكون جميعاً على قدر هذا التحدي، ولنرفع شعار التفاؤل، لنبدأ العمل من الآن بثقة كبيرة حتى تكون موريتانيا حاضرة في هذا المحفل القاري الكبير بالصورة التي تليق بها، ونرضاها لها..
