محمد ولد محفوظ يرد على الأستاذ مصطفى ولد اقليب
الزمان انفو ـ أخي العزيز Moustapha Ould Gleibبشّرك الله بخير، إذْ بشّرتني بأنّ دائرة الاختلاف الضيّق مجالها في الأصل بيننا باتت تضيق أكثر، ولا شكّ عندي أنّ مآزرة عقل راجح وفكر مستنير وقلم أصيل كذاك الذي حباك اللهّ به لقضية ما سيعطيها من السند المؤزِّر والدعم الفاعل ما يدفع بها شوطا إلى الأمام،
أنا يا صديقي ما كتبت إذْ كتبت، طلبا لتسجيل نقطة أمامك ولا سعيا لربح جولة معك، فالمعركة ببساطة ليست بيني وإيّاك، ولا ينبغي لها أن تكون، وإن اختلفنا في بعض الأدوات والأساليب الأكثر نجاعة لتحقيق الغايات المنشودة، وإنِما نحن في جبهة واحدة ضد العادات والتقاليد البائسة التي تنتهك مُعمِّمةً أعراض وحرمات إخوة الدين والوطن، بناء على أساطير بائدة في الغالب، وفي أحسن الحالات اعتمادا على قضايا خلافية غير محسومة كليا في الشرع.. لا أريد، بل لا أستطيع ولو أردت، أن أقف بينك والحلم، لكنّني أعتقد أنّ ما عجز عن تحقيقه أسلوب الكيّ والصعق يستحيل أن يحقّقه الحلم مهما بدا باذخا، ولقد مكثتُ مثلك طويلا أرقب بزوغ نجم يضيء عتمة ليل هذه البلاد الدامس، فما حلبت أشْطُر الأيام على هذه المجابات القاسية غير الزوابع والعواصف.. الشيخ الذي ذكرتَ هو ابن هذه الأرض الخارج من رحمها حقّا، ما بدّل ولا غيّر، لقد كان صادقا وأمينا معك ومع نفسه، لأنه ما قال أمامك إلاّ ما يقوله الكثيرون خلفك، الفرق كامن فقط بين شجاعته وجرأته، وجبنهم وخداعهم.. نأمل خيرا في الشباب ما في ذلك شك، وهو محرّك دولاب النهضة والتطوّر دائما، وتباشير اطّلاعه بمسؤولياته في هذا السياق – والحمد لله – بادية لا تخطئها العين، لكن إذا اجتمعت حكمة الكهول إلى قوة الشباب وحيويته كانت النتائج أفضل، وقد لا يكون من المناسب في مثل هذه الحالة تكرير خطإ الذي استعان بآخر – كما يقول المثل – في شقّ لحد أمّه بيد أنّ المفارقة هروبه عنه بالرفش.. تصبح على خير صديقي العزيز.