النساء معيلات الأسر يخلدن اليوم الدولي للقضاء على العنف ضدَ المرأة
الزمان انفو ـ نظمت رابطة النساء معيلات الأسر أمس السبت 25 نفمبر ،بمقرها في نواكشوط،ندوة حول العنف ضد المرأة ،ومختلف القضايا والمشاكل التي تعانيها المرأة الموريتانية، وافتتحت النقاش نائبة رئيسة الرابطة السيدة ساليماتا سي وتحدثت عن عدم المساواة بين الجنسين الذي لايزال قائما في البلد، مسهبة في الحديث عن العنف الذي تتعرض له النساء في موريتانيا خصوصا الضرب والإغتصاب وحالات القتل التي حدثت في نواكشوط خلال الأشهر والسنوات الماضية، و تلك التي أثارت جدلا مؤخرا ..
وجرى الحديث ـ الذي يأتي ضمن ندوة مخلدة لليوم الدولي للقضاء على العنف ضدَ المرأة ـ عن حالات بعينها حدثت في نواكشوط، كالمرآة التي قتلها طليقها دهسا بالسيارة، وتلك التي قتلها زوجها بمدية ،وأخرى ضربت بقنينة غاز…إلخ..
وقدمت خدي بنت اخليل مداخلتها مذكرة بمقولة “المرأة من بيتها إلى قبرها” التي يرددها الناس هنا معتبرين أن عمل المرأة إلى جانب الرجل ليس جائزا.
وذكرت “خدي” بأنهم في مشروع الأطفال المتنقلين أحصوا منذ ابريل الماضي على مدى ستة أشهر أكثر من 35 حالة اغتصاب لقتيات أحالتها إليهم السلطات عدى تلك التي سجلت في المركز الرئيسي لرابطة معبلات الأسر,وطالبت بسنَ قوانين رادعة للمجرمين الذين يمارسون الإغتصاب ومختلف الجرائم .
وشدَدت المتدخلات ومناضلات الرابطة على ضرورة تحقيق المساواة بين الجنسين ، واعتبرن أن ذلك يتطلب من النساء والفتيات بذل جهود كبيرة ، بما في ذلك السعي لسنَ الأطر القانونية، للتصدي للتمييز القائم على نوع الجنس المتجذر بقوة في المجتمع الموريتاني.
وطالبت “خدي” باسم مناضلات ومرشدات رابطة النساء معيلات الأسر، بسن قوانين رادعة للعنف ضدَ المرأة وبتطبيق الشريعة الإسلامية.
بخصوص قضايا الإغتصاب التي تتجاوز الخمس أحيانا في الشهر الواحد، قالت من اخليل: ” بالنسبة لي فقد أحصيت قرابة 37 حالة اغتصاب،وصلت مشروع الأطفال المتنقلين خلال ستة أشهر منذ ابريل الماضي.
وحول سؤال حول العقبات التي تواجه مرشدات الرابطة أثناء ممارستهن لعملهن، والإجابيات التي يحصلن عليها، تحدث بعض النسوة الحاضرات عن أهم العقبات، وأشرن إلى أن قبضة المجتمع التي تطوقهن، حيث أن الغالبية العظمى من الناس تفتقر لثقافة حقوق الإنسان، وتجهل أساس العمل الإنساني، وتعتبرهن” أعداء” ، “غير متقيدات بالدين”،وأحيانا يكن عرضة للإهانات والكلام البذيء، والتكفيرلمجرد أنهن ينشطن في المجال الإنساني ويؤازرن ضحايا ظلم المجتمع وعاداته البالية.
وحتى المسؤول أحيانا ينظر إليهن نظرة دونية، ويستقبلهن بالنهر والطرد،ولا يعتبر أن عمل المرشد أو المرشدة الإجتماعية تشاركيا ومكملا لعمله، و يسود رأي حولهن بأنهن “ضالات ومتحررات أكثر من اللازم”.
ورغم أن هناك من المسؤولين من ينكر عملهن ويرفضه، فهناك من يقره ويعترف به ، حيث ذكرت بعض المرشدات بأن بعض المسؤولين أصبح معتادا على طلب المرشدة الإجتماعية التي في دائرته كلما وصلته ضحية ..وأحيانا تتصل الشرطة بالمرشدة الإجتماعية، فور وصول ضحية، لمعرفتها بالدور الذي يمكنها أن تلعبه في الموضوع، مما يعتبر تطورا إيجابيا و اعترافا بأن بأن دور المرشدات مكملا لعملهم ومعززا له.
وحول سؤال عن عمل المرأة وهل هو ضدَ الشريعة. فضربن للإجابة عليه أمثلة حيَة منذ أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، التي كانت تتاجرولديها المال، وقد استعانت بالصادق الأمين محمد صلي الله عليه وسلم في تجارتها..لذلك لا يعتبرن عملهن هذا غير طبيعي، بل أنه فرض على بعضهن فرضا.. ” أنتم تشاهدون النساء المطلقات وقد تركهن الرجال دون عائل فةجب عليهن الكدح لإعائلة أطفالهن بالحلال، و أمام ارتفاع مستوى المعيشة في البلد ترى المرأة تجري للعمل لإعانة زوجها في توفيرمتطلبات الحياة و العيش الكريم لأبنائها .” تقول متدخلة.
وشدَدت “خدي” على المطالبة بسنَ قوانين رادعة للمجرمين، خصوصا بالنسبة لحالات الإغتصاب التي أصبحت متفشية بشكل لا يوصف،وباسم جميع النساء ومنتسبي رابطة معيلات الأسر طالبت أيضا بتطبيق الشريعة الإسلامية المحمدية، حيث أنها كرمت المرأة، و”لو أنها طبقت لما انتشرت الجريمة، بكافة أشكالها بهذا الشكل.”
وأوضحت أن عملهن كحقوقيات عمل إنساني وأنهن يساعدن الضحايا ويقدمن كل مابوسعهن من مساعدة نفسية، معنوية ومادية، طبية أو قانونية ولا يجوز أن يكون هذا عيبا علينا،ولا نقمة، بل يجب أن يشكر مجهودنا فيشكر.
وجدير بالذكر أن من أهم التحديات التي تواجه الجهود الرامية إلى منع العنف ضد النساء والفتيات وإنهائه في العالم، هو النقص الكبير في التمويل. ونتيجة لذلك، تفتقر المبادرات الرامية إلى منع العنف ضد النساء والفتيات وإنهائه إلى حد كبير للموارد اللازمة.