في تأبين الشيخ ولد بلعمش/ المرابط ولد محمد الحسن
-هل من شيء يقي من الموت؟ – لا والله بل – هل يحفظ شرف الحسب والنسب من الموت ؟
– لو كان ذلك لما مات الشيخ ولد بلعمش. -هل يقي حسن الأخلاق وجمال الذات وريعان الشباب وحسن السيرة وطيب السريرة وبرور الوالدين وحلاوة المعاملة من الموت؟ كلا والله ! لو كان ذلك لما مات الشيخ. -هل يجنب الموت توقد الذكاء وسرعة البديهة و لمعان القريحة؟ -لا أبدا! لو كان ذللك لما مات الشيخ . -هل تجير من الموت سلامة الصدر و اللطف بالضعفاء و حسن المعاشرة و التواضع و احترام الآخرين ؟ -هيهات و هيهات ،لو أمكن ذلك لما كان الشيخ قد مات. -هل تنجي من الموت المروؤة و السخاء و كظم الغيظ و العفو عن الناس و كل الشمائل الحميدة و أمارات الفتوة و النبوغ و التميز؟ -ليت ذلك يكون ،لكن لو كان لما مات الشيخ . -هل أن تكون محبوبا و غاليا و مقبولا و عزيزا ،هل يا ترى هناك شيئ من هذا كله أو من غيره يمنعك من الموت ؟. -لا و كلا أبدا. لو كانت الدنيا تدوم لأهلها *** لكان رسول الله حيّا و باقيا*** . ذلك هو عزاؤنا فنحن مسلمون مؤمنون راضون بقدر الله خيره و شره . وفاة الشاعر الكبير و الفتى الشهير فارس لسان العرب و مجلي الحلبة الشيخ ولد القاضي و الفقيه محمد ولد بلعمش جرح عميق و فاجعة أليمة لكل الأمة الإسلامية و كل الموريتانيين و كل العشيرة و الأهالي و لي شخصيا . إني أمد أيدي الرجاء و الدعاء و أرفع أعين الإبتهال و التضرع إلى المولى عز و جل و تبارك و تعالى أن يتغمد فقيدنا و حبيبنا بواسع رحمته و جزيل لطفه و أن يسكنه الفردوس الأعلى مع النبيئين و الصديقين و الأولياء و الصالحين و أن يلهمنا جميعا الصبر و السلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون . “ياأيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي”. ماأفجع لي رحيلك و ماأشد علي غيابك .اللهم لا أسمعتني ماهو أشد علي و آلم لي من نبإ موت الشيخ ولد بلعمش .آمين يارب العالمين . وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .
المرابط ولد محمد الحسن