البيان الختامي للمؤتمر الثالث لحزب تواصل
الزمان انفو ـ ها نحن بحمد الله ومنه وتوفيقه وتسديده نصل لختام أعمال مؤتمرنا الثالث مؤتمر تكريس التناوب، بعد أيام ثلاثة عشنا فيها أجواء إيمانية وشورية وديمقراطية رائعة عززت إيماننا وقناعتنا بالنهج التواصلي وقدمنا فيها معا درسا وطنيا في الديمقراطية والتناوب فاللهم لك الحمد ولك الشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
ثلاثة أيام احتفلت فيها موريتانيا مع تواصل بضيوفها وضيوفه؛ قادة المقاومة في فلسطين بقيادة الشيخ المجاهد أبو الوليد خالد مشعل، والوفود المكرمة المبجلة القادمة من السنغال وغامبيا ومالي وغينيا كوناكري، والجزائر والمغرب وتونس وليبيا والسودان. ثلاثة أيام وجد فيها المؤتمرون الفرصة سانحة للوقوف على حصيلة أداء الحزب خلال خمس سنوات كانت حافلة بالجهد الوطني والميداني لتحقيق أهداف الحزب في خدمة الوطن الموريتاني وفي الدفاع عن حرية أهله وحقوقهم في الحياة الكريمة . لقد ناقش المؤتمرون تقارير أداء مفصلة تذكر الانجازات وتعترف بالاخفاقات وتفتح أبواب المستقبل للتطوير والتجويد فكانت فرصة تزود فيها المؤتمرون برصيد من المعلومات عن مسيرة الحزب على مختلف الصعد الإدارية والسياسية . وكان نقاش واعتماد وثائق الحزب الأساسية محطة مهمة في المؤتمر عمق فيها التواصليون خياراتهم الإدارية والفكرية والسياسية والحقوقية فكانت النتيجة ثلاث وثائق حاكمة تعكس تمسك الحزب بأهدافه وقيمه ومبادئه، وتفصح عن منطلقات ومرتكزات رؤيته، و عن معالم سياساته العامة وأسس اختياراته السياسية؛ عضا بالنواجذ على المرجعية الاسلامية، وتجديد عهد بالانتماء الوطني، والخيار الديمقراطي، وإعلان عزم على تحقيق العدل والأخوة ومحاربة العبودية والعنصرية والطبقية، ومد يد حب وشراكة لشركاء الوطن وحلفاء النضال الديمقراطي السلمي للقضاء على الاستبداد والإسهام في تحقيق الديمقراطية. لقد قدم المؤتمرون مثالا رائعا في الجدية والحيوية والانضباط وكان قرارهم تعديل مقترحات جوهرية من المشاريع المقدمة أبرز مثال على ذلك، كما كانت النقاشات ثرية وصريحة ومتنوعة تعكس حيوية الحزب وتعدديته الداخلية.
وكانت رسالة المؤتمر الأبرز هي تلك التي كتبت حروفها الأولى في المؤتمر الأول ؛رسالة التناوب حيث يقدم التواصليون بقيادة الرئيس المفكر محمد جميل ولد منصور وإخوانه وأخواته أنموذج تناوب ديمقراطي غير مسبوق. إن المشاركين والمشاركات في مؤتمر التناوب القادمين من كل ربوع الوطن ومن حيث وجود الجاليات الموريتانية في الخارج يسجلون في ختام أعمال المؤتمر المبارك 1 – حمدهم وشكرهم لله سبحانه وتعالى على ما من به من فضل ويسر وتوفيق فله الحمد في الأولى والآخرة, 2 – شكرهم الشعب الموريتاني بكل نخبه وتوجهاته على الاهتمام الكبير الذي خص به المؤتمر، وهو ما تم التعبير عنه في التدفق الشعبي والحضور السياسي المتنوع، والتغطية الإعلامية والتدوينية المتميزة، ويلزم هنا اعتذار عن كل تقصير وعن ما شاب بعض فقرة الافتتاح من تدافع بسبب الإقبال الشعبي الذي فاق كل توقعاتنا. 3 – والشكر موصول ومستحق للوفود الكريمة التي شاركتنا المؤتمر فرسمت بحضورها لوحة تواصل عربي إفريقي إسلامي فريد، كان للاطلاع على تجاربها والاستماع لكلمات وفودها أثر وتأثير كبير في وعي المشاركين وفي تعلقهم بتعزيز القيم المشتركة بين شعوب القارة ومجمل شعوب الأمة. 4 – تسجيل شهادة فخر وإكبار واعتراف بالجميل لرجل فذ قاد مسيرة الحزب خلال عشر سنوات فحقق له مكانة رائدة، ورسم له صورة ناصعة، بيانا في الموقف، وفصاحة في الرأي وتوازنا في الخط والخطاب وسعة أفق وبال لكل قضايا الوطن ولكل مكوناته، تحية للأخ الرئيس محمد جميل ولد منصور وهو يسلم الراية لرئيس جديد وفريق جديد يكملون بعون الله ثم بدعمنا جميعا المسير التواصلي الحثيث لغد موريتاني مشرق. 5 – تجديد موقف الحزب وموقعه المعارض لممارسات النظام القائم والساعي مع شركاء المعارضة إلى فرض التحول الديمقراطي في البلد. إن التناوب الذي نعيش في تواصل الآن عرسه، تستحق موريتانيا كلها أن تعيش عرسه في موعده المحدد دستوريا ، فقد طال انتظار التحول الديمقراطي، وبلغت أوضاع الناس الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية مديات غير مسبوقة من الانحدار. 6- تعبيرهم عن الانشغال العميق تجاه أوضاع الجفاف المخيمة على البلد وما تنذر به من وضع صعب لساكنة تعاني أصلا فقرا وفقرا مدقعا وهشاشة اجتماعية، وهو ما يفرض على الحكومة وضع خطة تدخل سريعة مدروسة وناجعة لانقاذ الساكنة وحماية ثروتنا الحيوانية. 7 – استنكارهم للقمع المتجدد للحريات والاعتقال التعسفي لأصحاب الرأي، ولاستمرار الفساد والإفلات من العقاب وعدم إنفاذ الاتفاقيات الدولية والقوانين الوطنية المجرمة للاسترقاق،وكذا في استمرار معاناة المبعدين العائدين، وعموم المواطنين من تعقيدات الحالة المدنية وما يصاحبها من ازدراء وتهميش.
8 – ولنا مع القدس عهد وموقف نجدده الآن ونفحات المقدسيين تظلل مؤتمرنا؛ عهدا عمريا بالدفاع عنها والتصدي للوعد الترامبي الأخرق وإسهاما مع كل القوى الوطنية والإقليمية والدولية في دعم انتفاضة الأمة والإنسانية في وجه الصلف الأمريكي حتى تعود القدس كما كانت وكما ستبقى عاصمة لفلسطين وقبلة أولى لكل المسلمين، وعنوانا ملهما لكل أنصار الحرية والعدل. نواكشوط 25 دجمبر2017