إخوان من؟ / سيدي علي بلعمش
الزمان انفو ـ ـ بموجب أمر قضائي وفقاً لقانون حرية المعلومات في الولايات المتحدة الأمريكية ، حصلت “ميدل إيست بريفينغ” (إم .إي .بي) على وثيقة من خمس صفحات، صادرة عن إدارة الرئيس أوباما في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2010 ، تكشف بوضوح عن دعم أمريكا ـ في الخفاء ـ لجماعة الإخوان المسلمين، من أجل تغيير السياسات الداخلية في الدول المستهدفة، لمصلحة السياسة الخارجية الأمريكية وأهداف الأمن القومي للولايات المتحدة .
و تركز الوثيقة على القرار الرئاسي رقم 11 المصنف تحت علامة “سري”، المحدد لخطط أوباما المتعلقة بدعم جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الحركات المتحالفة مع الإسلام السياسي والتي تتوافق مع أهداف السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة و تحت مسمى “مبادرة الشراكة الشرق أوسطية”. و يدير هذه المبادرة بول سوتفين من وزارة الخارجية الأمريكية ونائبته كاترين بورجيوز . و قد وضعت هذه المبادرة سنة 2009 و أشرف اثنان من كبار موظفي الخارجية الأمريكية على تطويرها وتوسعتها. وفي 2010 تقرر تحويلها إلى “قوة عمل لتغيير الأنظمةّ”. ـ و قد كشف نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين السابق، محمد حبيب، في إبريل (2015) لـ”العربية.نت” عن تفاصيل لقاءات سرية جمعت بين قادة الإخوان والسفير الإسرائيلي بالقاهرة عام 2009 وتعاون قادة الجماعة مع ريتشارد آرميتاج مساعد وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، للتعاون وإسقاط نظام مبارك وتوصيل “الإخوان” لسدة الحكم مقابل الالتزام بأمن إسرائيل ولجم حماس .
ـ و في يناير 2014 ، قال الأمير السابق للحركة الإسلامية الحسن ولد مولاي اعل ـ في حلقة من برنامج “الصفحة الأخيرة” ـ إنه ابتعد عن التيار بسبب مشهدين أفزعاه، أحدهما “إهانة القرآن الكريم خلال حفل عرس في نواكشوط” و الثاني رفض الإفصاح عنه!! (و إذا كان تحفظ عليه لأنه أكبر من الإساءة إلى القرآن العظيم ، فلا شك أنه من عيار مخيف) هذه ليست خزعبلات و لا قصصا من الماضي السحيق يمكن اجترارها على حبل التاريخ بمخارج التأويل و الإنكار علينا هنا أن نرحم الإسلام الذي أصبح كل مجرم يقتل و يسلب و ينهب باسمه، و نتكلم عن مجموعة “الإخوان” كجماعة سياسية عالية الماكيافلية و بارعة الانتهازية، منها المسلم و المسيحي و اليهودي و البوذي و اللاديني. فربما كان في هذا الطرح مخرج للمسلمين “الأبرياء” من جماعة “الإخوان المسلمين” الكاذبة. و تستمد “تواصل” نهجها الانتهازي من “الجماعة” بشفقة أقل على هذا الشعب و حرباوية أكبر: ـ يتقاسم “تواصل” مع النظام العمل على تدمير المعارضة و هو ما يعملون عليه بوضوح من خلال دق الإسفين و دق عطر منشم بين المنتدى و التكتل و المآخذ في هذا الأمر كلها على الزعيمين أحمد ولد داداه و محمد ولد مولود ؛ أليس من العار حقا أن تتلاعب بكما جماعة من تجار البدو ، بدائية التفكير و الوسائل؟ ـ يتفق “تواصل” و العصابة الحاكمة في الاقتناع بأن لا مكان لأي منهما في بلد يسود فيه منطق الاستحقاق و الجدارة . و لهذا السبب يعملان على بقاء ولد عبد العزيز في الحكم و تربع “تواصل” على عرش المعارضة. ـ يتفق “تواصل” و عصابة عزيز في أن المال هو السبيل الأفضل للبقاء، في غياب الديمقراطية و العدالة و المساواة. و لهذا يعادي حزب تواصل والعصابة، الديمقراطية و العدالة و المساواة و ينهمكان في تحصيل الأموال بأي طريقة مشروعة أو غير مشروعة. ـ يتفق “تواصل” و النظام في استغلال الدين و ادعاء حمايته و الدفاع عنه ، في مجتمع يتساءل باستغراب ، من يستطيع تهديد الدين على أرضنا حتى يحتاج إلى حمايتكم !؟ الرد على هذا السؤال سيذهب بنا بعيدا ، لنقف عند صمت العصابة عن انتشار المنظمات التنصيرية مقابل المساعدات الغربية و تفاديا للاصطدام بمنظمات حقوق الإنسان التي تشترط سكوتها عن جرائم النظام في حق شعبه بتغاضيه عن منظمات تبشيرهم المهددة للدين.. الرد على هذا السؤال سيذهب بنا إلى إصدار الفتاوى الصريحة بهدر دم القذافي و تدمير ليبيا و تشريد شعبها العربي المسلم، إرضاء لليهودي بيرنارد ليفي الذي قاد حرب الناتو (الصليبية) على ليبيا .. الرد على هذا السؤال سيقودنا إلى التساؤل لماذا أصبحت المساجد في موريتانيا أكثر من المصلين في حين يموت شعبنا جوعا و تشريدا ؟
و يختلط “تواصل” اليوم مع نظام العصابة من داخله و من خارجه، بمسافات مرئية، لا أفهم كيف تفوت على المعارضة و لا كيف تفوتها بكل هذا التغافل(..؟) ؛ فجل “أطر” النظام من حركة “الإخوان” المعروفين لدى الجميع و كل سياساته التحكمية ينفذها “تواصل” بالتواتر و التكرار و بغباء سياسي مكشوف، ربما كان هو ما يجعل الناس لا تصدقه : الترشح من داخل المعارضة كلما عزل النظام لإعطاء مصداقية لانتخاباته.. شل حراك المعارضة كلما صعدت ضده .. و وصل الاستهتار ب”تواصل” حد توحيد اللوائح مع الاتحاد من أجل نهب الجمهورية في كرو و ألاك و أطار و استقبال منتخبيه لرئيس العصابة في زيارته الداخلية، مرحبين و متوشحين بالعلم الشيطاني المتقاطر بدم الإساءة إلى الشعب و الشهداء. و حتى لا يكون هذا موقفا شخصيا من “تواصل” ، يكفيني أن أذكر بالرد على سؤالين لم أستطع استيعابهما : كلما سألت عن أسباب ضعف و انشقاق المعارضة قال الجميع إن السبب “تواصل” و كلما سألت أيا منهم لماذا لا تتخلصون منها ، رد علي بكلام مرطون لا أفهم منه سوى أنني لن أفهم؟ ـ و يشترك “تواصل” و العصابة في احتقار الشعب و استغبائه من خلال ما تقوم به وسائل إعلام الحركة من ألاعيب على العقول لإظهار معارضتها للنظام و العمل على خدمته و هو أمر يفضحه بوضوح نصيب الأسد الذي تحظى به وسائل إعلامهم من دعاية مؤسسات الدولة : الميناء و الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و شركات الاتصال (…) لقد نجح “تواصل” حتى الآن في جل مخططاته التخريبية : عزل التكتل و مزق المعارضة و تربع على عرشها و أفشى كل مخططاتها و كبل أياديها و اخترق النظام و توغل في الأجهزة الأمنية و العسكرية و المخابراتية للنظام و كدس أموالا جمة و حمى ممتلكات رجال أعماله بتوجيههم إلى الالتحاق ـ مؤقتا ـ بالاتحاد من أجل نهب الجمهورية ، لكن انكشاف كل مؤامراته و مخططاته و انتهازيته و بعده العقدي و المنهجي من إسلاميته المزعومة و إخوانيته المسكوت عنها و وطنيته التي لا يتكلم عنها إلا بعد “إخوانيته” و “تواصليته” و “حماسيته” و معارضته (للنظام و المعارضة) ، سيجعل معركته أصعب في المراحل القادمة: لقد اختار “تواصل” أن يكون ذراع النظام الخفي و سمه المدسوس في أمل الشعب و سيرى حين تلفظه المعارضة، أن لا حاجة لولد عبد العزيز في غير أمواله التي تعرفون جيدا كيف سيبرر مصادرتها بما يرضي من وصفوكم بــ”الأخطر” ممن يعلنون العصيان المسلح في بلاد المغرب الإسلامي..
على كل من يعيشون على التآمر على موريتانيا أن يفهموا اليوم أن عهد الاستباحة و الألاعيب انتهى : لقد عانى شعبنا بما فيه الكفاية و آلينا على أنفسنا أن نكشف له كل الحقائق مهما كلفتنا من تهميش و تشريد و نبذ و حملات تشويه منظمة و مدفوعة الثمن بسخاء. سيخرج شعبنا من هذا الوضع المزري الذي يصارع الانتهازيون اليوم من أجل استمراره .. من هذا العار المخزي الذي يجعل المنافقين على واجهة المشهد السياسي و الثقافي و الديني و الاقتصادي في بلدنا الطيب .. من هذا الحصار المذل الذي جعل شعبنا يعسكر في الشمس منذ أزيد من ثلاثين عاما على أيادي عصابات النهب و مافيا النفاق و لوبيات الارتزاق، حتى أصبح ولد عبد العزيز رئيس البلاد (حتى ولد عبد العزيز يا ناس) و ولد الطيب نائبا في البرلمان (و يكفي أن تصف ولد الطيب بولد الطيب) و دراويش المتاجرة بالدين قادة معارضتنا..!
مخطئ من يعتقد أن حفاظنا على حد أدنى من السلم في بلدنا الطيب ، دليل على عجزنا عن الدفاع عن كرامتنا و حقوق شعبنا و مصلحة بلدنا و مخطئ أكثر و أكثر من يعتقد أن حفاظنا على ذلك الحد هو خيارنا الأوحد الضامن لاستمرارية ركوبه على ظهورنا : علينا اليوم أن نرسم خارطة حقيقتنا لأول مرة و حين تظهر الحقيقة سيعرف الجميع أن حبل الكذب أقصر مما يتصورون.
كل حقيقة جماعة الإخوان .. كل مؤامرات جماعة الإخوان.. كل انتهازية جماعة الإخوان.. كل خطورة جماعة الإخوان .. كل ميوعة جماعة الإخوان.. كل جشع جماعة الإخوان .. كل أخطبوطية جماعة الإخوان(…) ، تظهر بالوقائع المشهودة من خلال قصة انقلاب “فرسان التغيير” (2003) ، فانتظروا القادم، لتسمعوا لأول مرة كل تفاصيل جرائمهم و مؤامراتهم و انتهازيتهم التي لا أفهم لا كيف و لا لماذا يتكتم عليها كل الفرسان حتى اليوم رغم ما خلقوا لهم من مشاكل داخلية و ما ارتكبوا في حقهم من تحايل و ما كسبوا على ظهورهم من أموال تجاوزت المليار أوقية و من أسلحة لا أحد يعرف أين ذهبت حتى اليوم و كيف قرروا في النهاية تسليم الفرسان للنظام حتى يتم طي ملفهم لتبقى الغنائم من حقهم وحدهم تماما كما حصل …
داكار : 04/02/2018
يتواصل