مرثية للشاعر كابر هاشم
ترجُّلُ فارس : (إلى روح فقيد الشعر الموريتاني “كابر هاشم” شاعر النخيل) أيا نخلُ حدِّثْني بما أنتَ شاعرُ كما ذاتَ يومٍ عنكَ حدَّثَ “كابِرُ”.
وقُلْ لي أَفِي أغصانِكَ اليومَ نُضْرَةٌ كما كانَ فيها حينَ زارَكَ زائرُ. غداتَ جُيوشُ الفاتِحينَ بكَ احْتَمَت مِنَ اللهبِ المسعورِ إذ عَزَّ ساتِرُ. كأنَّكَ تحكي عن تَرَجُّلِ فارسٍ بهِ صَهَواتُ الشعرِ كانت تُفاخِرُ. وتنْعي أديبًا أجْهَشَت لِرَحيلِهِ عَذارَى المعاني وَهْيَ بَعْدُ خواطِرُ. رَحَلْتَ عَنِ الدنيى ولكن جعلْتَها بِذِكْرِكَ تسلو ما ترجَّلَ شاعرُ. حَوَيْتَ مِنَ الأخلاقِ كُلَّ حميدَةٍ وكنتَ إلى الفعْلِ الكريمِ تُبادِرُ. وإنَّكَ من قومٍ تَعِفُّ نُفوسُهم أَكَابِرُهُم تأْبى الخنى والأصاغِرُ. لهم في مَحاريبِ العفافِ تبتُّلٌ بِهِ شهِدت أريافُهُم والحواضِرُ. عليك مِنَ الرحمن مليونُ رحمةٍ تَفيضُ بعفْوِ اللهِ ما طارَ طائرُ.
محمد محفوظ أبو شمعة