كابر هاشم في ذاكرة زملائه: يستحق القراءة
الزمان انفو ـ متا بعة عبدالله محمدبون
كان رحيل الشاعر الفحل كابر هاشم مفاجئا؛ ولا زال جميع من عرف عن قرب يعيشون هول الصدمة؛ بالنسبة لي كل ما حاولت الكتابة عنه أقف عاجزا عن التعبير..تلح علي الصور؛ تتراءى لي منذ التقيت فقيدنا أول مرة صحبة القامة الشعرية الفارعة باته بنت البراء، وصحبة الكاتب وإلإعلامي الصديق عبدالباقي محمد..وحتى آخر لقاء كان لي معه بمنزله..هنا لست بصدد الكتابة عنه، ولكن جمع كتابات زملائه ومحبيه ..
كتب الأستاذ باب ولد سيدي أحمد تحت عنوان:
كان مكتبي المتواضع جدا ملاصقا لمكتبه .. بادر بزيارتي مجاملة تواضعا ، وهو بقدره ومقداره .. وانا شاب يافع تنقصني التجربة و الخبرة معادن الناس.. وشغلي الشاغل حينها إيجاد وظيفة وراتب شهري، ليطمئن قلبي انني انتقلت من عالم الدراسة والجامعات الى عالم التوظيف.. أحلم باقتناء سيارة و توفير إيجار مسكّن، والولوج لعالم تحمل المسؤولية .. مر اللقاء الأول عفويا وحارًّا.. ارتحت للرجل ايما ارتياح، و كانت الجلسة ممتعة ،مفيدة قربتني منه و كأن الألفة بيننا قديمة .. قدم لي جملة من النصائح و الإرشادات جعلتني انجذب إليه و دفعت بعلاقتنا بسعرة غريبة إلى صداقة متينة رغم فارق السن و المركز والمستوى العلمي و التجربة .. احتل الرجل مكانة خاصة في قلبي من بين كل الإخوة الذين تعرفت عليهم في الجمعية الوطنية.. كان جل موظفي الجمعية آنذاك ورثتهم عن الأمانة الدائمة للجنة العسكرية.. سافر المرحوم ذات مرة الي دولة الكويت لحضور نشاط أدبي بصفته رئيسا لرابطة الأدباء الموريتانيين ..وبعد عودته وزَّع جملة من الهدايا القيمة (لفروح) علي زملاء العِشرة ورفاق الدَّرب الذين كانوا معه في الأمانة الدائمة للجنة العسكرية وما كان لي من نصيب فيها (وهو أمر طبيعي) فأنا اجديد والمعرفة اجديدة.. وبحكم التربية وطبيعة اتبيظين أهل اكيدي أردت ان أبتكر مزحة تليق بمقام استاذنا الجليل على شكل طلعة من لغن بعثتها له مع معدِّ الشاي في الجمعية حرصا مني على عنصر المفاجأة: كابرهاشم ذِ الجمعيهْ @كونُ فيها كَرتْ فيَّ واحمتْ المولِ عربيَّ@عَودانُ فيها واعرفتُ معرفت لصحاب امجيَّ@واصحبني فيها واصحبتُ وسافرللخليج وجان@واثرو شك الينْ اجبرتُ عني ماصيفطو وانا@يعرف بعد اني صيفطتُ..!! كانت هذه طفحة من طفحات الشباب وجسارة غير محسوبة العواقب.. من غرس تخرج للتو على قامة سامقة من قامات الأدب .. جاءني الرد سريعا..متبيظن في معناه.. كريما في مبناه، معبِّرًا عن علوِّ كعب الرجل في كل شيء،.. و مبرزا طيب محتده و نقاء سريرته وكرمه الفياض ..
كتب عزيزي كابر في الوجه الآخر من نفس الورقة :
تِركي زينْ الْ بابَ راعيهْ@مطروحْ ومَعمولْ اعل امجيهْ يتحراه الاَّ يوطَ فيهْ@ اقبيل انسيتُ ماجِبتُ وامْصفاطُ ماني ناسيهْ@اهيه..اعكبتْ اتفكدتُّ!!!! توطدت بيننا صداقة قوية ومتينة.. ، كان لي فيها نعم الصديق الوفي والأخ الناصح .. فرقتنا اكراهات الوظيفة والاغتراب،. كان لخبر وفاته وقعا كبيرا وأليما على قلوب الكثيرين ممن عرفوه وعاشروه وعملوا معه .. وكان له وقع الصدمة على شخصيا. اللهم أرحمه وأغفر له وأعف عنه وعافيه، وألهم أهله من اليقين ما يخفف عليهم مصائب الدنيا،… أرفع خالص العزاء الى آل هاشم الكرام، إلى أسرة الحرف والقلم الوطنية، إلى كل من يعرف كابر الشهم الكريم الصادق الورع القنوع. إنا لله وإنا إليه راجعون.