من أدب الكاتبة الشهيرة مريم درويش
تطلّع إليّ!
تطلّعْ إليّ.. على بساط (حدائق رانخويز)..رقصتُ
و طرَّزْتُ على نطاق خِصْرِيَ الدّنيا..كُلَّ الدّنيا طَرَّزْت
في ذاكرة رجال القوافل، توطَّنْتُ هاجسا…توطَّنت صُغتُ فخذيْ سنغور..و نِمتُ على لغة نزار.. و فوق أجفان عثمان دياجانا…تدحرجت
تطلْعْ إِلَيّ! في عُمر الخيّام أضرمْتُ ناريَ…أضْرمت و دُرتُ حول جسد جلال الدّين الرومي…دُرتُ ودُرت حَلَّقْتُ أعلى صوتِ أم كلثوم..حلّقت و بأظافري خدشتُ أوتار التيدينيتْ..زخرفةَ الطَّبْلِ، خدشت مزّقتُ….مزّقْتُ الحياءْ!
تطلّعْ إليّ! كنتُ ملكةً..و خادمةً كًنتْ! و المرأةَ التي رجمتَ…كُنتُها كنتُ أُمّكَ كنتُ أختكَ و امرأتَكَ..كنت. كنتُ حوّاءَ..بلقيسَ..شهرزاد و ليلى..والمجنون! كنتُ الهلالَ..و كُنتُ الصليبْ!
تطلَّعْ إليّ! كنتُ حياتكَ.. ثُمَّ صِرْتُ خوفكَ..موتكَ خطيئتكَ..و توباتِك! صرتُ…سوطَ الرقيبْ!
تطّلَّعْ إليّ! أنتَ الذي لم تعدْ تَراني و مَحَوتني من ذكرياتك إذْ بترتَ من جسدي…عُذريةَ الجمال! أنتَ مَن أراد يومًا.. أنْ يفقأَ عينيّ أنْ يجتثَّ شعرَ رأسي.. أنتَ مَن أرادَ يومًا..
أن يقتلعَ أسناني…و يُعْدِمَ جَسَدِي من الوجودْ!
تَطلَّعْ إليّ!
أنتَ الذي لا تخشى الموت.. و رغمَ ذلكْ تنفرُ منّي ما إنْ تَرانِي! أنتَ الذي تلفِظُنِي من دنياك.. و تأملُ أن تملكني في فردوسك!
مفصَّلةً على مقاسِ شهوتك!
تطَلَّعْ إليَّ
يا مَنْ قَتَلْتَنِي
و لستَ تراني..!
مريم منت درويش ترجمة: عبد الفتاح ولد محمد/ مولاي علي
النص الأصلي هنا
اضغط لقراءة نص للكاتبة درويش بالفرنسية