محمدفال ولد بلال: ليس من حقكم السعي إلى تعطيل الدستور
ما لا يعلمه المتحمسون للمأموريّة الثالثة هو أنّ الرئيس عزيز ستزداد شعبيّته ويرتفع قدره وذِكره وتتحسّن صورته وسمعته يومَه خارجَ السلطة بموجِب الدّستور.
إنْ كنتم تحبُّونه حقّا، فاعلموا أنّ عددكم سيتضاعف أضعافا مضاعفة بمحبّين جُدُد في الداخل والخارج كلّما تأكّد انسحابه؛ وإنْ كنتم تُراعون المصلحة الوطنيّة، فاعلموا أنّ أعظم إنجاز سياسي وتنمَوي يمكن أن يتحقق للبلاد على يدِ عزيز أو غيره، فهو تحقيق تناوب سلمي على السلطة طبقا لمقتضيات الدستور. لا جدال في أنّ لكم الحق في التعبير عن حبّه والثناء عليه ومدحه وتكريمه وتمجيده والمبالغة في إنجازاته والتعلق به، وتوديعه بالورود؛ ولكن ليس من حقّكم السّعي إلى تعطيل دستور البلاد وتغييره ليكون على مقاس رجل واحد. واعلموا أنّ قمة الفشل تَتَمَثّل في الاعتراف صراحة أو تلميحا بأنّ أغلبية الرئيس عزيز بما فيها من رجال وأحزاب ومبادرات وثكنات، وبعد عشر سنوات كاملة من بناء الإنسان وتعمير الأرض،،، عاجِزَة عن تقديم خلف له قادر على مواصلة عمله!؟ سامحوني، إنّ عقلي المتواضِع لم يستطع حتى الآن فَهم إصراركم على معارضة الرئيس في قراره هذا، وأنتم أنصاره وأتباعه وجَمعه ورَكبه. أدري أنكم تحبّونه، ولذلك أذكّركم بمَثَل فرنسي يقول: Qui trop embrasse mal étreint! بمعنى أنّ العِناق أو التّقبيل الذي هو أعظم طريقة للتعبير عن مشاعر الحُب قد يتَحَوّل إلى خَنْق وضَيْق وانحِصار إذا ما زادَ وفاضَ وطَما. لكم أنْ تعظّموا دور الرّجل وتمجّدوه وتكرموه؛ ولكن ساعِدوه وسانِدوه ليَخرُجَ من القَصر… ويَدخُل التّاريخ !
والله ولي التّوفيق،
تدوينة لوزير الخارجية الأسبق محمدفال ولد بلاَل