ليلة القدر والرمز السري المحصن/ بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن
الزمان انفو ـ ليلة القدر، أي المنزلة العظيمة، تعرضت لتلاعب واسع النطاق منذو أن نزل خبرها، وحيا يتلى، وذلك عبر مبالغات قديمة، في غاية الإثارة، إفلان إشك إعليه لقدر.
وسمعنا طبول الحور العين، حسب روايات شعبية طريفة جذابة شادة للانتباه !.
وفى الوقت الحالي ومع تطور التقنيات، وشيوع الواتساب بوجه خاص، تحولت ليلة القدر عند البعض إلى فرصة للمزيد من الوعظ السليم المخلوط أحيانا بالزيف والبدع والمبالغات المفتوحة، غير الحازمة وغير المأمونة على نقاء العقيدة الإسلامية.
يقول لك الواحد، أعد إرسال هذا الدعاء وسترى عجبا خلال عشرين دقيقة، وإن لم يحصل ذلك، فما النتيجة العكسية، المحتملة عند بعض العامية ؟!.
إذن ليلة القدر فرصة، حسب النهج القرءاني والسني الأصيل لمضاعفة الأجر والثواب عبر رفع منسوب تزكية النفس، صياما وقياما وغيره من أوجه العمل الصالح، الخالصة لوجه الله.
أما البعض فاختار حسب ميوله الخاصة أن تكون فرصة للخزعبلات والخرافات غير المحدودة والتدين المغشوش باختصار.
وحتى لا يطول التساؤل والاستفسار والغموض، ليلة القدر والعمل الصالح عموما، في ليلة القدر أو غيره، محصن بكود سري عند لله وحده, هو القبول. فكل هذا التوجه والسعي، إن لم يكلل بالقبول عند الله، لا قيمة له إلا التعب والرياء والغرور ومختلف أوجه استغلال التدين التجاري المغرض.
مسألة القبول مؤجلة إلى يوم العرض الأكبر، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
قال الله تعالى: “إنما يتقبل الله من المتقين” .
والتقوى جناحاه، إخلاص العمل لله وموافقة الشرع، وإن كانت لليلة القدر أمارات وعلامات عديدة، لكن ليلة القدر وعاء نوعي عظيم، العمل الصالح فيها، خير من ألف شهر، و أما شرط الإخلاص وقبوله عند الله، هما طرفا الرمز السري المحصن، المحكم الإغلاق عند الله وحده.
المطلوب شرعا الاجتهاد للقيام بالعمل الصالح، مقصدا وموافقة للشروط الشرعية، أما ما سوى ذلك فابتداع وتلاعب بليلة القدر والشريعة الصحيحة عموما.
وتحديد موعد ليلة القدر أيام حياته صلى الله عليه وسلم، كان طابعه الأغلب، أنسيتها أنسيتها، والاكتفاء في الأغلب الظاهر الأعم ببعض العلامات، مثل انكسار ضوء الصباح، الذي يعقبها، وغيره من العلامات المؤصلة وما دون ذلك، مما يستأنس به فحسب.
هذا شكل مثير ومشجع للتفاؤل بفضل الله، والجوهر أرجى وأحق بالتركيز والعناية، من باب التراتب والأولوية.
وقد أخفيت لحكم بالغة، الله أعلم بها مثل ما أخفيت ساعة الإجابة يوم الجمعة، وغيرها مما لا ضرورة لشرحه تماما، لأسباب عميقة ومتنوعة، لعل بعضها الدفع للتنافس والاجتهاد في الخير.
هدانا الله وإياكم لليلة القدر وغيرها من محيطات وبحور فضل الله العميم المتنوع، وتقبل الله منا ومنكم.
ولو كان تحديد وقت ليلة القدر أو غيرها جزء من الشرع يعنى العامة لأظهر.