لدي حلم/ أحمد ولد الشيخ
أحلم بأن تكون السنة الجديدة سنة تلامس فيها قَدَمَا رئيسنا الأرضَ بشكل أكثر، ولا يتعامل فيها معنا وكأننا كتاكيت. سنة تتمكن خلالها المعارضة من تنظيم المسيرات والاعتصامات دون الخشية من الهراوات البوليسية ولا خراطيم المياه المثلجة. سنة لن يقوم فيها أحد بإطلاق النار على أحد، سواء كان رئيسا أو مواطنا عاديا.
حلمت بأن تشهد سنة 2013 تنظيم انتخابات هادئة، بإشراف لجنة وطنية مستقلة حقيقية للانتخابات، دون تدخل من الحكومة. حلمت بأن يفتح نواب الأغلبية، أخيرا، أعينهم ويقترحوا، على الأقل، تعديلا واحدا على (مشاريع) القوانين التي يصوتون عليها بعيون مغمضة وأيد مرفوعة. بأن تكون الدولة أقل حضورا في الاقتصاد، وتقوم بتشجيع المبادرات الخاصة. بأن تتم مراجعةُ أو إلغاءُ اتفاقية الصيد الموقعة مع الصينيين. بأن يتسنى للوزراء رفع صوتهم دون الخوف من السخط الرئاسي. بأن نحصل، بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحاجة إلى ذلك، على حكومة جديرة بهذا الاسم. بأن يتم منح الصفقات العمومية بشفافية. بأن تُظهر وسائل الإعلام الرسمية قليلا من الشجاعة في معالجة المعلومات. بأن يتسنى لجميع الموريتانيين، دون تمييز، التقييد على سجلات الحالة المدنية. بأن يتم إرساء سياسة حقيقية لخفض الأسعار تُمكن من إغلاق قوس هذه المحلات التجارية التسولية المسماة بحوانيت أمل. أحلم بأن يحد الرئيس من أسفاره كثيرا. بأن تصبح مشاكل المياه في مقطع لحجار مجرد ذكرى. بأن يتفرغ العسكريون -أكثر- لمهمتهم الأصلية المتمثلة في الدفاع عن الحوزة الترابية، بدل تعاطي السياسة. بأن يتم بحث مشكلة الصرف الصحي في نواكشوط. بأن تنخفض أسعار صوملك الباهظة. بأن نتمكن من التعالج في بلادنا، دون المجازفة بالتعرض لمخلفات أو مضاعفات. أحلم بأن يتم القيام بتشخيص واضح ودقيق لمكامن الخلل في قطاع التهذيب. بأن نقوم، أخيرا، ببناء جمهورية إسلامية حقيقية؛ أي متآخية، عادلة، منفتحة على الجميع، ناشرة للمسؤولية الإنسانية وثابتة في قيمها. بالتأكيد.. كل هذا ليس سوى مجرد حلم. ولكن، مسموح لنا أن نحلم.. على الأقل. وربما لم يعد لنا من متنفس غير الحلم. فلْنحلمْ إذن! ترجمة: نور أنفو