رد على مسؤول إعلام ufp
الزمان انفو ـ إنه لمن المؤسف رغبة المسؤول الإعلامي لحزبنا ufp الخوض في مسائل توهمية و محاولته الفاشلة للهروب من النقاش المتعلق بالمشاكل الحقيقية التي وقع فيها الحزب منذ فترة ليست بالقصيرة حيث يصر المسؤول الإعلامي على تغيير جوهر النقاش بالسعي وراء تقسيم صكوك الغفران وشخصنة النقاش بشكل مثير للشفقة حيث أن مهمته هذه ليست سوى تعبير عن مستوى الإفلاس الأخلاقي والقيمي الذي يشهده الحزب في الآونة الأخيرة.
وبدل الحديث عن مشاكل الحمالة أو بدل طرح قضايا الطبقات المهمشة في المجتمع من المظلمين والمستعبدين و ضحايا الرأسمالية المتوحشة، من عمال شرائك متعددة الجنسيات تنهب و بشكل يومي ثروات شعبنا العظيم فإن الحزب توقف منذ فترة طويلة عن تبني هذه القضايا وهو الأمر الذي يعد خيانة للمواثيق و القوانين و المبادئ التي أسس عليها الحزب والتي طالما كانت مؤيدة للإنسان بإختلاف لونه أو عرقه أو إسم جهته، فإنني وبهذه المناسبة أتحدى المسؤول الاعلامي أن يكون الحزب قد تبنى إحدى هذه المعارك الأخلاقية من خلال مؤتمر صحفي أو بيان وهو الأمر الذي يؤكد تحالف الحزب مع المنظومة الاجتماعية الرجعية من تجار ورجال دين وهي محاولة فاشلة لحصد مستوى من التعاطف للفوز بمعارك يعد الفوز بها خسارة لأنها تأتي على حساب كرامة الإنسان وهو الأمر الذي يفسر مستوى القبح الذي وصل له الحزب. إن حزبنا مختطف من طرف جماعة مصرة على المتاجرة بمبادئ اليسار التي لطالما وقفت مع الإنسان في وجه كل ظالم مستبد..
المتابع للحزب يلاحظ مدى السقوط الأخلاقي في الوقوف بشكل حيادي في جميع معارك الطبقات المحرومة في هذا الوطن، و في الجعبة من الأمثلة ما يعوز على الحصر و السرد و ليست قضية إنواذيبو الأخيرة ببعيدة عنا، حيث قرر الحزب الصمت في وجه العبودية. شكوك المتابع يمكن أن تستمر وصولا الى توقف الحزب عن إصدار أي بيان إدانة في حق المتهمين بالعبودية، ولماذا لم يتم تطبيق توصيات الحزب التي خرجت خلال الأيام التي نظمت حول العبودية؟ ولماذا قرر الحزب الصمت في قضية منع أشخاص من الصلاة من طرف إقطاعيين في قرية بدوافع عنصرية؟
إن ممارسة الديمقراطية هي سلوك وممارسة قبل أن تكون عبارة عن قرارات شخصية يتحكم فيها ميزاج إنسان ما، لقد خسر الرئيس معركته حول المشاركة في الانتخابات 2013 داخليا ليقرر بعدها التلويح بالاستقالة وهو تصرف ينم عن مدى الفردانية والعشوائية التي تحكم الحزب منذ سنوات.
لست مستعد شخصياً للدخول في نقاش سخيف حول محاولة المسؤول الإعلامي الحديث عن كفار ومسلمين في الحزب وعن محاولته الساقطة لتقسيم تذاكر الجنة و النار على مناضلي الحزب، من الجيد أن تجمع أدلتك حول هذا النقاش ولنلتقي على منصة القضاء ومن ثم قد نسمع شيئا مفيداً بعيداً عن هذه الترهات التي تؤكد حقيقة واحدة أن لغة الاتهامات الشخصية انتصرت على لغة الأفكار، وأن الفرد تغلب على الجماعة، و أن الهروب من الواقع هو خيار سياسي يسعى له الحزب، وكنوع من الإفلاس تحول الحزب من عقل يفكر في صناعة أفكار تقود قطار الحياة في هذا الوطن بسرعة أفضل الى عقل يكفر بالديموقراطية، يتحالف مع تجار الدين، يخون المبادئ، يتناقض مع الواقع، يصمت عن الظلم، عقل إنتهازي يسعى لتحقيق مكاسب إجتماعية على حساب حياة الإنسان .
إن الحياة مستمرة والأشخاص زائلون، المبادئ تبقى والتجار يموتون، وكما قال مارتن لوثير كينغ فإن أولئك الأشخاص الذين قرروا الوقوف على الحياد في المعارك الأخلاقية المصيرية سيجدون تذكرتهم إلى أسوأ مكان في الجحيم .
