نجاح كبير / أحمد ولد الشيخ

الزمان انفو ـ تصفيق، تصفيق! أيها المصلحون من جميع أنحاء البلاد، اتحدوا! بعد جامعة الدول العربية، نظمت بلادنا “بنجاح” قمة الاتحاد الأفريقي. لقد أثبت قائدنا المستنير، أمام العالم، أن موريتانيا تعرف كيف تستقبل ولا تحجم عن النفقات… عديمة الفائدة. 

عشرون مليار، على الأقل، ذهبت هباء منثورا! لأسباب، منها، من بين أمور أخرى، مركز المؤتمرات التي من المرجح تماما أن يظل خاويا على عروشه طوال العام. عشرون مليارًا من أجل أن يأتي حوالي عشرين من رؤساء الدول الأفريقية، متجاهلين الأذى، يناقشون الفساد. المستشفى الذي يسخر من الأعمال الخيرية، نوعًا ما. قبل الدخول في صلب الموضوع، فلا بد من طرح بعض الأسئلة البسيطة. فكم كلف العرين الذي آواهم، ولمن تم منحه وطبقا لأية إجراءات؟ ومن فاز بعشرات الصفقات الأخرى، الكبيرة والصغيرة، التي يثيرها هذا النوع من السيرك ؟ نفس الأشخاص دائمًا، ستقولون، وستكون على حق. لقد أصبحت البلاد الآن موضوعة تحت السيطرة. ولم يعد هناك أي شيء يمكن أن يفلت من الشره المرضي السائد. حتى ولو كان خطا أبيض على طريق أو زهور تزرع على دوار. ثم يقال لنا بعد ذلك إن محاربة الفساد تشكل نجاحا لا يمكن إنكاره أو أن الفساد قد “تراجع بشكل كبير”.

بل نستطيع القول بأن استضافة قمة ستناقش هذه الإشكالية التي لا تزال تبقي قارتنا في مؤخرة الركب، غير قادرة على الاستفادة من مواردها، بسب خطأ جماعات المافيا الذين تقوده. وبالتالي فإنها مناقشات لا تساعد على الظهور الطنان في وسائل الإعلام. لذلك كان من الضروري العثور على شيء آخر لإثارة الرأي الدولي. فعلى قناة فرنسا 24 (دائما وسائل إعلام أجنبية)، عمل ولد عبد العزيز على ذلك، من خلال إخراج سكته المعتادة. “لن أترشح في عام 2019”. البداهة نفسها. “لا ينبغي لأشخاص على مسافة أربعة آلاف وخمسة آلاف كيلومتر… مربع (حسنا، حسنا: إنها زلة لسان ذات دلالة…) أن يعطونا دروسا”، ملمحا إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة التي تطالب بإلحاح  بالإفراج الفوري عن السناتور ولد غده، ضحية الحبس التعسفي. “إن قضاءنا مستقل، وهو الذي يجب أن يقرر مصيره”، أضاف قائلا. فلماذا إذن لم تقرر أي شيء بعد عشرة أشهر من انتهاء التحقيق ؟

لماذا لا تزال النيابة تحتفظ بالملف وترفض إحالته إلى القاضي، إذا لم تكن قد تلقت أمرا بذلك؟ كيف تستيقظ القضاء فجأة بعد أحد عشر عاما من صدور حكم بإدانة المدعو مارك دومبر (d’Hombres)، الذي أصبح في تلك الأثناء يعاشر بصفته أمينا لمالية جمعية تريد تلميع صورة عزيز فرنسا – وهذا برنامج كامل… -، ويخرج الملف من قبره وينقض الحكم؟ وكل ذلك في يومين! إن هذه السرعة تثير غبطة وحسد أفضل السلطات القضائية في العالم. ولكن الأمر لا زال عاجزا عن إثارة الإعلام. وهكذا رمى ولد عبد العزيز حجرا ضخمًا في البركة، حيث أثار مشكلة الصحراء، مسببا فورا  غضب الصحافة المغربية، الحساسة جدا تجاه هذه المسألة بشكل عام.

“يعيش الشعب الصحراوي وضعا مأساويا”، قال متباكيا، لكنه… تناسى بعناية أن يحدد عن أي شعب صحراوي يتحدث. هل هو شعب الصحراء الغربية أم سكان معسكرات تندوف ؟ أثارت هذه الخرجة حفيظة  وزير الخارجية المغربي، الذي أغضبه قبل ذلك استقباله فقط من قبل الأمين العام لوزارة الخارجية، بينما كان الوزير في المطار. الجواب الفوري: “قضية الصحراء تخص الأمم المتحدة فقط”. أيها السادة الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، يمكنكم أن تهذروا كما تريدون، وتشكلوا لجنة أو أكثر، إذا كان ذلك يلائمكم، فإن المغرب لن يتعامل في هذه القضية إلا مع المبعوث الخاص للسيد گوتيريس. كان ناصر بوريتا حازما. لكن الشيء المهم لم يكن موجودًا. لقد ردد ياهو كلمات الرئيس الموريتاني. ما يجب إثباته: لقد كانت القمة نجاحا كبيرا.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى