الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يطالب بحل سلمي لأزمة مالي
طالب لمسلمين في بيان صادر عنه اليوم الأطراف المتنازعة في مالي إلى الحوار سبيلا لحل الأزمة المتفاقمة، وانتقد بيان العلماء ما اعتبره تسرع فرنسا في شن الحرب قبل استنفاد جميع الوسائل المطلوبة للحل السلمي، والمصالحة الوطنية.
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛ يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ببالغ القلق تطورات الأحداث في مالي، حيث استعجلت فرنسا بالتدخل العسكري، الذي لا يعرف منتهاه، ولا آثاره الخطيرة من القتل والتدمير والتشريد، والمآسي الإنسانية، ومزيد من الفقر، والبطالة والمجاعة التي تعاني منها مالي أساسًا. ولذلك بذل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جهوداً كبيرة من خلال تواصله مع بعض الدول والشخصيات المؤثرة لتحقيق المصالحة، والتركيز على الحل السلمي. وأمام هذه الأوضاع والتطورات الخطيرة يرى الاتحاد ويؤكد ما يلي: 1- أن الحل السلمي والمصالحة الوطنية، والتفاهم والتحاور، هو الحل الوحيد الصحيح لحل المشكلة في مالي، وأن هذا الحل لا يزال ممكنًا ومتاحًا، إذا صدقت النيات، واستبعدت الأجندات الأجنبية عنها، وأن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لا يزال مستعدًا لإكمال جهوده في تحقيق المصالحة. 2- يطالب الاتحاد منظمة التعاون الإسلامي والدول الأفريقية، بالسعي الجاد لإيقاف الحرب، والعمل المخلص لتحقيق المصالحة، وتبني الحل السلمي، والجلوس على مائدة الحوار، للوصول إلى حل مرضٍ لجميع الأطراف، حيث يرى الاتحاد أن ذلك ممكن. وبهذه المناسبة فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ينتقد تسرع فرنسا بإشعال نار الحرب، قبل استنفاد جميع الوسائل المطلوبة للحل السلمي، والمصالحة الوطنية. 3- يطالب الاتحاد الجماعات المسلحة بتغليب صوت العقل والحكمة، والقبول بالمصالحة والتحاور، للوصول إلى حل سلمي عادل. 4- يحذر الاتحاد من مخاطر التدخل الأجنبي العسكري وآثاره الخطيرة على المنطقة، وما يترتب عليه من القتل والتدمير والتشريد للمدنيين الأبرياء، وقد أكد القرآن الكريم:{أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} (سورة المائدة -32). بالإضافة الى ما يترتب على الحرب من آثار اقتصادية وسياسية، واجتماعية ونفسية وبيئية لا تخفى، ولاسيما الحروب الداخلية التي تقطع وشائج الأخوة والمواطنة، وتترك الأحقاد والضغائن للأجيال، ولا تُمحى آثارها بسهولة، ندعو الله أن يحمي بلادنا جميعًا منها، وأن يطفئ نار الحرب في مالي وغيرها، ويكفي الله المؤمنين شرها. والله المستعان الدوحة: 3 ربيع الأول 1434هـ الموافق: 15/01/2013م.
أ.د علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العام