ولد احمين اعمر يدعو لإحالة ولد جيلي إلى التقاعد
طالعت الخبر الذي نشره موقع “الأقصى” تحت عنوان “خلافات حادة داخل جماعة اسماسيد بسبب ولد جيلي”.
الملاحظة الأولى أن الخبر صحيحا وتداعياته بدأت تظهر على السطح، بعد تكتم شديد وتأني طويل وصبر دام عقدين من الزمن.
إن مجموعة “اسماسيد” عانت طويلا من سوء إدارة شؤونها، بدءا بحقبة معاوية ولد سيد احمد ولد الطايع مرورا بقرار الإهانة التاريخي المعروف بمهرجان أطار..
الذي أدارت الجماعة من خلاله الظهر لمعاوية ولد سيد احمد ولد الطايع وتنكرت لجميله. وكان سببا رئيسيا في نجاح الإنقلاب العسكري حيث فتح الباب واسعا أمام كافة الولايات عبر مسيرات حاشدة، جعلت من الرئيس السابق شيطانا ومن الإنقلابيين رسلا، كان بطل هذا القرار محمد عبد الله ولد جيلي وأنفقت الجماعة مئات الملايين على الحدث، ثم جاء محمد عبد الله ولد جيلي بقرار ثان أكثر فظاعة وتمثل في استنزاف مليار ونيف مساندة للمرشح السابق الزين ولد زيدان، كما كان من بين مبادراته الفريدة الزج بالإطار الكفء المدير السابق لشركة “سنيم” المهندس محمد السالك ولد هيين في سياسة ظلمانية أفقدته وظيفته في شركة الماء والكهرباء، وأفقدت المجموعة مزايا إطار مقتدر ومميز في مجاله، كما كان أيضا بطل مبايعة الجماعة لولد عبد العزيز ومجموعته الأهلية، وهي المبايعة التي لم تعمر كثيرا، حيث فوجئ ولد عبد العزيز بجماعة الأمس تبايع المترشح احمد ولد داداه لتنفق ما يربو على مليار ونيف وتعود بخفي حنين، إلا أن هذا الحدث شكل كارثة، فبعد نجاح ولد عبد العزيز بدأ عمل حكومته بملف رجال الاعمال الذي أدى في النهاية إلى سجنهم وتسديد ضربة قوية لرأس مال مجموعة “اسماسيد” ومازالوا يدفعون الثمن إلى حد الآن، مع وضعهم تحت “العناية المركزة” وتركهم بين الحياة والموت. وخلال سجن رجال الأعمال كنت رئيس لجنة الأهالي، والغريب في الأمر أن الشخص الوحيد الذي لم يساهم بأوقية في سبيل نضال الأهالي كان الاخ محمد عبد الله ولد جيلي، وبما أننا أبناء صالحين انقلب السحر، ففبركت المخابرات ملفا ضده وزج به في السجن على خلفية اتهامه زورا بتمويل “لجنة الأهالي”، وقد تم ابتزازه هكذا من أجل مفاوضات بين البنك المركزي ورجال الأعمال، ليمتنع محمد ولد نويكظ عن التوقيع على ما يعتبره ظلما ولم يوقع إلى حد الآن، كما رفض والده عبد الله ولد نويكظ. وبما أن البطل ماهر في التكتيك السياسي إقترح المقايضة ببقاء الجماعة في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية مقابل إطلاق سراحهم مع التعهد برد المبالغ وتوقيع اشريف وعبدو محم. وللأسف الشديد لم يدرك ولد جيلي أنه بهذا الاسلوب أضعف المجموعة القبلية وأهانها وشرع استهدافها وظلمها المستمر، كما لم يدرك أيضا أن مبادرته المتكررة اضرت كثيرا بسمعة وهيبة مجموعة “اسماسيد” وشكلت جرحا عميقا مازال ينزف، فلا هي تمسكت بابن عمها معاوية ولد سيد احمد ولد الطايع ولا هي ساندت زعيم القبيلة أحمد ولد سيدي بابه، ولم تتمسك كذلك بأحمد ولد داداه وحزبه، كما لم تحصل على ثقة الحزب الحاكم ورئيسه، ومع ذلك ظل ولد جيلي يواصل سيره نحو المجهول.
وعليه أقول: كفانا تهورا وتطاولا، فأف بالمال إذا كان مصدرا للإهانة وأف بالأنظمة إذا كان الولاء لها مرهون بالمذلة والنفاق:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وعلى ضوء ما سبق، فإنني أدعو المجموعة إلى إحالة محمد عبد الله ولد جيلي إلى التقاعد ومراجعة سياستها، محذرا من “ربيع قبلي” بدأت ملامحه تلوح في الأفق، داعيا إلى دفع مبلغ اثني عشر مليون أوقية بدلا من ستة ملايين أوقية، مساهمة في مهرجان المدن القديمة، وذلك توخيا للعدالة بين المدن التاريخية وساكنتها، حيث لا فرق بين تشيت وشنقيط ووادان، سوى أن تشيت من باب الإنصاف أحوج.
محمد المخطار ولد احمين اعمر
عمدة بلدية أوجفت
بتاريخ:2013-01-24