ولد فتى: العلم لا يعاديه إلا ضال مضل
الزمان انفو (نواكشوط) – نظم أساتذة مركز تكوين العلماء بموريتانيا مساء الأحد ندوة علمية تحت عنوان: “هذا مركزنا”، استعرضوا خلالها تجربة المركز، ومقرراتها الدراسية، وضوابط الدراسة فيه.
ونظمت الندوة تحت عنوان: “هذا مركزنا”، وذلك بعد أيام من محاصرة الشرطة للمركز، ومنعت إدارته وأساتذته وطلابه من دخوله، فيما أعلنت السلطات الموريتانية سحب ترخيصه.
أستاذ تفسير القرآن في المركز الشيخ محمد عبد الرحمن ولد أحمد الملقب ولد فتى أكد أن المؤسسات تنال قيمتها باعتبار ما يدرس فيها، بغض النظر عن تسميتها، سواء كانت محاظر أو معاهد أو مراكز.
وأكد ولد فتى أن المركز يضم مدرسين من العلماء يستنبطون من الوحي ويبينون للناس، وهو من ذوي العقول الراجحة الذين يركزون على تربية الأنفس، لافتا إلى أن العلم مركب من الأصول القرآن والسنة، والفروع بما يفهم من الأصوليين.
وذكر ولد فتى بأن هذا العلم مضاف لمشكاة النبوة، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتلقونه منه بشكل مباشر، وقد قيض له العلماء لهذا الأمر، وكانت بداية التدوين بالقرآن والسنة وهذا العلم لا يعاديه إلا ضال مضل مبغض للإسلام لأنه أهم من المطعم والمشرب، ولا يمكن أن يفصل الاعتناء بالعلم عن الاعتناء بالعلماء و مؤسسات التعليم.
وأكد ولد فتى أن الوقوف في وجه نشر العلم أو بثه بين الناس محرم شرعا، ومن وقف في سبيله فيجب على الجميع الوقوف في وجهه، لافتا إلى أن مركز تكوين العلماء من خلال أهدافه وبرنامجه، ومخرجاته كان يجمع بين العلم بالشرع والبصر بالواقع.
وأشار ولد فتى إلى أن برنامج المركز يضمن تخريج علماء بلد متعالمين، وفقهاء بدل أصحاب أوسمة، واصفا خريجيه بأنهم يعيشون عصرهم، ويفهمونه، ويتحدثون فيما يعلمون، ولا يعيشون في عصور خارج عصرهم.
الشيخ محفوظ ولد إبراهيم فال استعرض مقررات المركز من النصوص المحظرية، مستفيضا في ذكر الكتب والمواد العلمية التي تدرس فيه، مشيرا إلى أنهم أضافوا للمقررات المحظرية المعروفة، مواد تثقيفية من بينها الاقتصاد، والقانون، وعلم النفس التربوي، إضافة للبدايات في اللغات والتكوين على الحاسوب الآلي.
وختم إبراهيم فال مداخلته في الندوة بقوله: “هذا هو مركز تكون العلماء، ومن قال غير هذا فقد ضل سواء السبيل، هذه محظرة تواكب هذا الزمان وتحافظ على أهم ما في المحظرة النشقيطية الأصيلة”، قائلا: “لم نخرج أحدا بمعيارنا، لكن خريجينا أفضل من خريجي الآخرين بمعاييرهم، خريجو الثانوية فقهاء، وفي الجامعة تخرج العشرات بالمعيار العلمي علماء”.
أستاذ المقرأ في المركز شيخنا ولد سيدي الحاج تحدث في مداخلته عن أهمية التعليم، وضرورة التعاون والتعاضد لخدمته، مسعرضا محورية دور المجتمع في حماية مركز تكوين العلماء، مبرزا أهميته، وأهمية رسالته وهدفه.
الشيخ أحمد شيخنا ولد أمات أكد صحب المركز ثماني سنوات، درس خلالها عدة كتب، مثنيا على مناهجه، ومقرراته، وكذا أساتذته، وطلابه.
الشيخ محمد الأمين بن مزيد وصف ما يعترض له مركز تكون العلماء الآن بأنه سحابة صيف وستنقشع، لافتا إلى أن المركز يدرس المواد ذاتها التي يتم تقديمها عبر قناة المحظرة، وهي في القناة علم أصيل، وفي المركز تطرف وإرهاب.
واستغرب الشيخ بن مزيد أن تمر عشر سنوات على المركز وهو ما يمارس ما يوصف بأنه تشر الإرهاب والتطرف دون أن يلفت ذلك انتباه أي جهة، واصفا تهمة التسييس التي يتم إلصاقها بالمركز بالمتهافتة.
الأستاذ محمد يسلم ولد غالي أكد في مداخلته أنه درس في مؤسسات علمية كثيرة، مؤكدة لم ير مؤسسة علمية مثل مركز تكوين العلماء، مستعرضا جوانب من تميزها. حسب رأيه.
وختم ولد غالي مداخلته بمخاطبة طلاب المركز بقوله: “القاكم قريبا في الفصول الدراسية”.
وتحدث خلال الندوة عدد من العلماء والمشايخ الذين درسوا في المركز خلال السنوات الماضية.
