إشادة بديوان “قلت…” الذي صدر بلندن للشاعر عبدالله ولد امون
الزمان انفو ـ
ولد أمون يعبر ضباب لندن بأول ديوان من الشعر الحساني يصدر في أوروبا..
قٌلت..! 132 صفحة و50 قصيدة وشهادة أساطين الأدب في موريتانيا
أصدرت الدار البريطانية للنشر “أي – كتب”، ديوان “قلت…” للشاعر الموريتاني عبد الله ولد أمون، وهذا هو أول ديوان من “الشعر الحساني” يصدر في عاصمة الضباب (لندن) وفي القارة الأوروبية.
وعمدت دار “أي – كتب” (e-Kutub Ltd) إلى إصدار ديوان “قلت” في طبعة من ثلاثة أشكال: طبعة ورقية، وطبعة ألكترونية، وطبعة ورقية فاخرة.
ويقع الديوان الجديد في 132 صفحة من الحجم المتوسط، وتصدرته شهادات لأربعة من أكبر الأدباء والمثقفين الموريتانيين من أمثال العلامة المؤسس د. الخليل النحوي، ووزير الثقافة السابق الشاعر الكبير عبد الله السالم ولد المعلا، والشاعر والمستشار محمد ولد الميداح الملقب “دمبه”.
بينما حمل الغلاف الأخير كلمة كتبها المفكر والمثقف الموريتاني الكبير د. بدي أبنو، والذي يعلق لأول مرة بشكل مكتوب على مؤلف حساني.
وضمت صفحات الديوان الجديد خمسين (50) نصا إبداعيا موزعا بين ثلاثة أبواب رئيسية هي “باب المديح النبوي”، و”باب التوسل والدعاء”، و”باب مجموعة السدنة”.
ومن أسماء قصائد الديوان “على خطى الشعراء”، و”صراع العمالقة”، و”ملحمة الروهينغا”، والرزق”، و”الصداقة الحقيقية”، و”إنتــبه لنفسك”، و”ريـال وبرشلـونا”، و”گفـــان الهنــد”، و”گفان (المجانين)”، و”اگطاع (الفلانتاين)”، و”گـفان النيلة”، و”المنقبون عن الذهب”، و”تونــــس”… إلخ.
كما ضم الديوان، المتعدد الأغراض، قصائد في ذكرى شخصيات أدبية ووطنية راحلة من أمثال: الرئيسان: المختار ولد داداه واعلى ولد محمد فال والشاعران: محمد كابر هاشم والشيخ ولد بلعمش، والفنانة ديمي بنت آب.
واعتبر الشاعر العلامة الخليل النحوي قصائد ديوان “قلت…”: “دروسا في الأخلاق والسياسة والتاريخ والاجتماع، كساها حسن السبك وقرب المأخذ طلاوة هي سر الشعر وسحره”، واصفا ولد أمون بأ،ه “الشاعر الترجمان الأمين المتحدث باسم الإنسان”.
أما وزير الثقافة السابق رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين سابقا شاعر الكبير عبد الله السالم ولد المعلا فقد أكد أن “سر إبداع الأديب المتمكن عبد الله بن أمون يكمن في طول نفسه الشعري وغزارة مادته اللغوية وتحكمه فيها وتطويعه لها كل ذلك في سلاسة أسلوب وسلامة من التكلف فهو حسب رأيي أديب بارز يعد في طليعة أدباء العصر”.
من جانبه، قال المستشار محمد ولد أحمد الميداح (دمبه)، أحد أكبر الأدباء الموريتانيين المعاصرين، إن الشاعر ولد أمون “يعالج المواضيع الشعرية معالجة من يعرف أن وراءه نقادا ولا يريد أن يسهل عليهم المهمة”، وفق تعبيره.
أما د. بدي ابنو، مدير معهد الدراسات والأبحاث العليا في بروكسيل، والأستاذ بجامعة باريس – دوفين، فقد رأى في الكلمة التي كتبها عن ديوان “قلت”، ووضعتها الدار على غلافه الرابع أن نصوص هذا الديوان “في علاقتها مع القارئ تستثمر بجدارة اللغةَ اليومية المتداولة والمباشرة للشعر الشعبي. والأهمّ أنّها، إلى ذلك، تكثفُّ مفرداتها وتمنحُ القارئ مستويات متعدّدة حسب ممكناته القرائية. وفي سبيل هذا التكثيف توظّفُ عنصرين إضافيين. إنها من ناحية تنتقي بعناية مفرداتها فتتفادى جزءا كبيرا من القاموس العتيق للشعر الشعبي. فقاموس “البادية” مثلا يتراجع بنسبة معتبرة أو يخضع لمستوى من التحديث. اللغة الشعبية المتداولة راهنياً هي التي تجدُ بشكلٍ معتبر تعميدَها في هذا الديوان، هي التي توفر للشاعر المادّة الجمالية الأولية التي ينتقي منها مفرداته. يمنحها اعتمادها الشعري ويمتاح من شعريتها الحية التي تقترب أحيانا من الفصحى المعاصرة بفضل الراهنية واليومية لا بالتخلّي عنهما. أي أنه بعبارة أخرى يأخذ شعريا يوميتَها على محمل الجِدّ”.
وضيف “أن هذا الديوان يجمع بين جانب معيّن من الموروث الشعبي وبين ما يمكن أن تمنحه اللغة اليومية من تمنّع خلف قناع المباشرة وقناع المنبرية”.
ولد أبنو يعتبر أن الشاعر ولد أمون “يستدعي بهدوء تلك السخرية العذبة والذكية في آن والتي تسمح للغة الشعبية أن تخلق المعنى بل الصورة والإيحاء دون أنْ تتورّط إلا بما يشبه التلميح، أي تسمح لها أنْ تقول دون أن تقول”.
هذا، والشاعر عبد الله ولد أمون (45 عاما) من مواليد الجنوب الموريتاني (مدينة “تكند”)، يقيم بالإمارات العربية المتحدة، حفظ القرآن الكريم صغيرا وحصل على إجازة في علوم الشريعة، ويحمل شهادة الدراسات المعمقة (الماجستير) في القانون العام (المالية العامة) من جامعة تونس 1998، وحصل على شهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة بيكر بالولايات المتحدة الأمريكية 2014.
ولد أمون، الذي يجيد أربع لغات عالمية، يحمل شهادة مُحَكَّمْ دولي في مجال منازعات الإستثمار وعقود البنوك من جامعة القاهرة 2015 وشهادة مُحَكَّمْ دولي في مجال الجرائم الألكترونية وحماية الملكية الفكرية من المركز المصري للإستشارات والتحكيم الدولي. 2015.
هو أيضا عضو مؤسس في مجموعة “سدنة الحرف” الأدبية الموريتانية، وقد أنتج بحوثا عديدة في مجالات السيرة النبوية والسياسة والإدارة والقانون، فضلا عن أعماله الأدبية النثرية، له مجموعتان شعريتان مخطوطتان “فداك نفسي” و”ظلال الواقع”، وأعمال فصيحة مخطوطة مثل رواية “الأفق الصامت”، وقصائد وقصص قصيرة ومقالات في أدب الرحلات.
ولد أمون، وبضغط من كبار الأدباء الموريتانيين، قرر أن يبدأ رحلته مع النشر وأن يواجه الجمهور بتجربة أدبية سامقة، وكان ذلك أولا بديوان “قلت,..”.
المصدر: المحيط نت