ولد بلعمش يكتب قراءة تحليلية بعد دخول “غزواني” الحكومة
الزمان انفو –
اعتبر الكاتب سيدعلي بلعمش أن الفريق غزواني الذي يشغل منصب وزير الدفاع في حكومة ولد البشير كان ضحية لنكران الجميل من طرف رفيق دربه الرئيس ولد عبدالعزيز الذي لا يعرف حتى الآن من سيرشح لمنصب الرئيس المقبل حسب رأي الكاتب.
وأضاف ولد بلعمش في مقاله الجديد بأن ولد عبدالعزيز و ولد محم و ولد لغويزي و الطرطور ولد بايه هم من بقي من بين جميع من ارتكبوا جريمة اغتصاب السلطة في موريتانيا و إسقاط نظامها المدني (على علاته عند البعض و بكل فضله و شرعيته عند الآخرين) عسكريين و مدنيين .
وأضاف الكاتب بأن ” ولد محم خيرة و ولد لغويزي و ولد بايه يشتركون في بعض الأمور هي التي أبقتهم حول ولد عبد العزيز :
ـ ما وجده كل منهم مع ولد عبد العزيز كان أكبر من أحلامه
ـ طغيان النفعية في نفس كل منهم ، على حساب أي فضيلة
ـ إتقان فنون النفاق و التملق لدى الثلاثة و ركوب هذه الرذائل في نفس كل منهم بانسجام محير
ـ غياب الطموح لدى الثلاثة الذي نسي ولد عبد العزيز أنه هو كان خطأ معاوية في تعيينه هو على الحرس الرئاسي..
ـ كان ولد الغزواني بميوعة طبعه و دهاء خنوعه ، آخر ضحايا نكران ولد عبد العزيز للجميل مع الجميع (مدنيين و عسكريين) ..”
ويختم الكاتب المقال بقراءة تحليلية يقول فيها :
” و بالعودة إلى الأحداث بقراءة تحليلية من خلال حزمة كبيرة من الأمور ، كان الكثيرون يعتبرونها مجرد حماقات عزيزية بلا تفسير : تبادل مواقع الضباط كل أسبوعين ، إحالات الضباط إلى التقاعد في سباق محموم مع الزمن، توزيع الرتب السامية في الجيش على أسوأ ضباطه دون غيرهم ، إبعاد كل ضابط جيد عن مواقع القيادة (…)، ندرك بسهولة أن ولد عبد العزيز كان يشعر بأكثر من انقلاب من دون أن تتأكد له أية حالة : كان هذا الإحساس يؤرق ولد عبد العزيز بل ما زال يؤرقه حتى اليوم …
و كان من الواضح أن تصفية المرحوم أعلي ولد محمد فال و إصرار ولد عبد العزيز على الإشراف بنفسه على دفنه من دون أي تشريح، كانت لهذا السبب بالضبط..
كان ولد عبد العزيز يستشعر انقلابا لم يستطع فك خيوطه و أصبح الآن من الواضح أنه (على الأقل)، لم يكن ينزه ولد الغزواني ، عن المشاركة فيه..
إن خوف ولد عبد العزيز من حدوث انقلاب في أي لحظة هو كان سبب عدم ذهابه إلى مؤتمر الفرنكوفونية السنوي و دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة في أمريكا . و إذا كانت نتيجة “عرفات” هي سبب معاقبته لولد حدمين فلماذا لا نقول أن نتيجة تصويت الجيش هي سبب معاقبته لولد الغزواني..؟
كل هذه التساؤلات مشروعة و واردة.. كل الاحتمالات قائمة و موضوعية ، إلا أن يكون ولد عبد العزيز يهيئ صديقه اللدود ولد الغزواني للحكم.
و لا أستبعد شخصيا أن يكون ولد الغزواني نفسه يسعى إلى الخروج من نظام ولد عبد العزيز الموبوء بأي ثمن للتكفير (و لو في أذهان البعض) عن مشاركته في تدمير موريتانيا تحت قيادة ولد عبد العزيز؛ فحتى سيدي ولد التاه و مجرم الحالة المدنية أمربيه ربو و وزير المخدرات ولد داداه و عصابة الحرابة التي أفلست سونمكس (…) يعتقدون جميعا اليوم أنهم أصبحوا ـ بخروجهم من مغارة علي بابا ـ من المطهرين و أن الجميع نسي ما ارتكبوه من جرائم في حق هذا الشعب..
ـ ما كان الكنتي يستطيع أن يكتب عن “رجل الظل” بتلك الجراءة من دون أوامر مباشرة و صريحة من ولد عبد العزيز ..
ـ ما كان الطرطور ولد بايه ليصبح رئيسا للبرلمان وهو يعلن العداء و الندية لمن يحميه ولد عبد العزيز و يضع ثقته فيه .”
ويضيف بأن ولد محم ما كان يستطيع أن يناصب العداء لرجل ثقة ولد عبد العزيز الأول و مرشحه للرئاسيات ..
ويتساءل : هل يمكن فعلا أن يصل الغباء بشخص إلى تصديق أي من هذه الأمور !؟
ويواصل الكاتب في مقاله الذي توصلت به ” الزمان ” :
” من عادات ولد عبد العزيز الغبية التي حولتها سخافة المعارضة إلى ذكاء خارق، أن يطلق مشروعا في زفة صاخبة (مثل ترشيح ولد الغزواني) ، يترك المعارضة تبني كل معاركها المستقبلية على مواجهته، في حين يعمل على مشروعه الحقيقي بهدوء …
لا يعرف ولد عبد العزيز حتى هذه اللحظة من سيرشح للرئاسة .. (خذوها مني) .
لا يعرف ولد عبد العزيز حتى هذه اللحظة هل كان ولد الغزواني على رأس من يريدون إسقاط عصابته أو من يتمنونها …
لا يعرف ولد عبد العزيز حتى هذه اللحظة ما ستسمح له به المنظومة الدولية و لا كيف ستتعامل معه إذا أراد أن يفرض بقاءه بطريقة أو أخرى …
لا يعرف ولد عبد العزيز حتى هذه اللحظة سوى أنه ورط نفسه داخليا و خارجيا و أنه من الصعب أن لا يلقى مصير صديقه الأوحد يحيى جاميه مع فارق كبير هو أن ليحيى جاميه أصدقاء أوفياء في العالم يستطيعون أن يستقبلوه و ليس لولد عبد العزيز اليوم أي جهة مستعدة أن تمنحه اللجوء غير جماعة بلعور …”
العنوان الأصلي للمقال:
وقفة مع “رجل الظل” اللدود