موريتانيا إيرلاينز على رأس لائحة الإجرام و التفليس / سيدي علي بلعمش
الزمان انفو –
يوم الخميس الماضي ( 8 نوفمبر 2018) ذهبت رحلة موريتانيا إيرلاينز إلى الدار البيضاء مرورا بنواذيبو في طائرتها الجديدة بوينغ ماكس ( Boing Max) و تفاجأ الطاقم الفني بتسرب المازوت منها و عادت من نواذيبو إلى نواكشوط سالمة ، مع التسبب في اضطراب كبير في برنامج الرحلات. و معروف أن تسرب المازوت من أخطر أسباب كوارث الطيران و هو أمر غير عادي (حد الذهول) في طائرة جديدة لم تكمل بعد سنتها الأولى. و للعلم فإن طائرة بوينغ ماكس ما زالت تحت التجربة لدى الشركة المصنعة (و هذا أمر بالغ الخطورة لا يمكن أن يتجرأ عليه غير الموريتانين المستهترين) و الطائرة الوحيدة منها في القارة اليوم هي الطائرة الموريتانية التي يغامر أصحابها بأرواح الركاب كعادتهم، فيما لا تزال الشركة المصنعة (بوينغ) تجري بعض التحسينات على نسخة ماكس في مصانعها قبل تسويقها بشكل نهائي لأن محركاتها من نوع خاص لا يخلو من الخطورة. و قد بدت عليها حالات الضعف منذ البداية و تم التكتم عليها . و يرفض ولد عبد العزيز السفر في طائرة بوينغ ماكس الجديدة مما يعني أنه على علم بمشكلتها . و يستنتج بوضوح من إخفائه لهذا الأمر عن الشعب أو الأمر بتوقيف رحلاتها، أنه هو كان المستفيد من عمولة شراء الطائرة أو أنه الحامي للمستفيد منها، كما هي الحال في أمور كثيرة أخرى.
و بالعودة إلى اختيار هذه الطائرة غير المتجانسة مع بقية الطائرات الموريتانية و هو ما كان ينبغي لتسهيل الصيانة و العقود و التكوين، نجد أن شراءها تم أصلا على معيار واحد هو سهولة الحصول على عمولة من ورائه كما هي حال بقية الطائرات الموريتانية التي تم شراء كل واحدة منها في صفقة غامضة تفوح منها روائح الرشوة و العمولات. و من يدري عن أحوال الطائرات الأخرى و أسرار واقعها الصحي؟
و يرى العارفون بواقع موريتانيا إيرلاينز ، أنه لا بد أن يتم التخلص منها (تفليسها) في وقت قريب لمحو آثار ما يعشش فيها من فساد و رشوة تماما مثل ما حصل مع سونيمكس و إينير و غيرهما (…) .
و من الضروري هنا أن نشير إلى أن أهم دخل لموريتانيا إيرلاينز (حوالي مليار ونصف سنويا) كان يأتي من الخدمات التي تقدم للطيران الأجنبي في مطارات البلد (Assistance aux compagnies etrangeres) أو ما يعرف في لغة الطيران بـ(Handlings) و الذي ورثته الشركة عن الخطوط الجوية الموريتانية و الخطوط الإفريقية بعد تصفيتهما ، أصبحت نسبة حوالي 70% من هذا المبلغ من نصيب الشركة الإماراتية التي حصلت على صفقة تسيير مطار أم التونسي و التي اشترطت في العقد تسريح جميع العمال الموريتانيين من المدراء إلى الفراشين و استبدالهم بأجانب.
و قد أصبح الآن من الواضح أن عددا كبيرا من أهم مؤسسات الدولة أصبح على لائحة التفليس و سيتم حتما التخلص من هذه المؤسسات بنفس الطريقة (التفليس) لمحو آثار جرائم ولد عبد العزيز قبل مغادرته السلطة في منتصف 2019.
مع كل هذا لا تخجل أبواقنا المشروخة من الوقوف أمام الناس و التبجح بمعارضتهم للنظام و نضالهم الأسطوري :
الخزي و العار، كل الخزي و العار للمعارضة الموريتانية الجبانة : على الشباب الموريتاني اليوم أن يحطم مقرات هذه المعارضة الجبانة قبل كل شيء: لن تخرج موريتانيا من هذا الواقع الفاسد، المخجل، ما دامت هذه المعارضة ، الجبانة ، المخادعة ، تتشدق كذبا و إسفافا بنضال صفقات “تحت الطاولة” الباسل و الوعيد بهزيمة عصابة حرابة ، هم من ينقذها كل يوم حين تسقط : أطلبوهم أن يسحبوا نوابهم من البرلمان حتى يفتح تحقيق في قضية اسنيم و الميناء و موريتانيا إيرلاينز و مظار أم التونسي ، لتعرفوا من هم ..
عصابة ولد عبد العزيز يكفيها اعتصام يوم واحد لتسقط ، لكن لن يكون هناك اعتصام و لا احتجاج مزعج من أي نوع في هذا البلد ما دامت هذه المعارضة المخادعة ، الجبانة على واجهة المشهد السياسي المخجل.
كيف ينتصر شبابنا و النظام يقمعه و “المعارضة” تمتص حماسه و تثبط عزيمته و تكبل إرادته بمواعظ تبرير الجبن و الخنوع؟