غزواني مرشح المعارضة و النظام و الجهة و القبيلة و الإخوان
الزمان انفو –
سيدي علي بلعمش –
بعد فشله للمرة الرابعة في الفوز في الانتخابات الرئاسية في تشيلي، سألت صحفية سلفادور ألندي (أول اشتراكي يترأس بلاده في المنطقة برمتها و الذي أسقطته أمريكا في ما بعد على يد بينوشي)، “ماذا تحب أن يكتب على قبرك” (و كانت الصحفية تشير ضمن حوار طويل، إلى هذه الهزائم)، فأجابها بكل ثقة ، أتمنى أن يكتبوا علي قبري “هنا يرقد رئيس تشيلي القادم”. و تحققت أمنية ألندي في الانتخابات التالية بل انتصرت إرادته و أصبح رئيس بلاده في منطقة محروسة أمريكيا و محاصرة جغرافيا ، كان لسان حال أمريكا فيها يقول “تكفينا كوبا واحدة”.
بحث “المعارضة” الموريتانية عن الأفضل بين عزيز و ولد بايه و ولد الغزواني و بقية طابور عصابة الحرابة مثل البحث عن أفضل المخدرات أي أغلاها ثمنا و أسرعها فتكا . و إفلاس ولد عبد العزيز لمؤسسات الدولة أكبر و أخطر منه إفلاس “المعارضة” و تبديدها لآمال الشعب.
ليس من بين أصحابنا غاندي و لا ألندي و لا ماو تسيتونغ و لا أحمد يس : شروط انتصارهم على العصابة واضحة و معلنة على حائط مبكاهم : نحتاج أموالا كافية و ضمانات أن لا تواجهنا الأجهزة الأمنية بمسيلات الدموع و مرحلة انتقالية و حكومة وفاق وطني و إشراف السفارات الغربية على عملية فرز الأصوات و مرشح موحد من خارج المعارضة نوهم الناس أننا نلتف من حوله و نعطي أصواتنا لمن نختاره !؟ فأي معارضة هذه؟
لقد كنا ندرك ، حين نتحدث عن تنظيم المعارضة و قوتها و إصرارها ، أننا نتكلم عن نمر من ورق من صنع خيالنا. لكننا كنا ندرك أيضا أن معارضتنا لا تواجه بوتين و لا الأسد لأن عصابة الحرابة أجبن و أغبى و أكثر هشاشة من المعارضة، لكن الخوف يوحدها و الطمع يدفعها أكثر. و يبدو الآن واضحا من أحاديث الساحة الأخيرة أن بيجل كان أكثر منهم شجاعة على الأقل و أكثر صدقا.
ولد عبد العزيز لن يرشح الغزواني مهما تربصت به الدوائر. و قد تحصل أي معجزة في الكون إلا أن يترشح غزواني حتى بعد عشرين سنة، من دون أن يأمره عزيز بها. و يكذب ولد محم خيرة كعادته، حين يقول إنهم يعرفون مرشحـ”هم” : سيظل ولد عبد العزيز يتصيد الفرص للترشح حتى آخر لحطة . و حين لا يجد لها طريقا لا يمكن أن يأتمن من بين الجميع غير ولد بايه و تكيبر و بدر. لكن المضحك المبكي هو بحث “المعارضة” أصلا عن ما سيفعله عزيز كما لو كانوا يبحثون عن طريقة بارعة التصميم للتموقع الذكي على ضفاف جريمته؟ عزيز سيفعل ما بوسعه للبقاء في السلطة بطريقة أو أخرى و هذا ليس سرا و لا يتطلب ذكاء فما هو سر اهتمامكم بمن سيرشحه بالضبط ؟ و ما الفرق بين عزيز و غزواني و تكيبر و بدر و ولد بايه؟ ولد الغزواني كان القائد العام للجيوش و كانت بازيب تعتبره الممثل الحصري للدواجن لا غير و سيكون أضعف أمامها إذا نزع قبعته العسكرية و نياشينه غير المستحقة. فبأي منطق تتكلمون؟
المنتدى يبحث عن مرشح موحد من خارج المعارضة ، أي مرشح غير معلن لولد عبد العزيز. و مجموعة (G 8) ستدعم من سيذهب إلى الدور الثاني من المعارضة أي مرشح المنتدى ( مرشح عزيز غير المعلن) . إنهم يحضرون مبرراتهم الكاذبة من الآن و يجملونها و ينمقونها و يمنطقونها للالتفاف على عقول الناس.
لقد أصبحوا حتى يسوقون فكرة أن الناس ترفض المشاركة في المظاهرات غير المرخصة لتبرير مواقفهم الجبانة، متناسين أنهم هم من رسخوا هذه الممارسة بجبنهم و تنازلهم عن حقوقهم ، فالقانون الموريتاني لا يقر أي ترخيص للمظاهرات و إنما ينص على مجرد إشعار…
ما سيحدث في موريتانيا خلال الأشهر القليلة القادمة سيكون حتما خارج توقعات معارضة الطاولة و عصابة الحرابة: كل الشعب الموريتاني اليوم ينتظر ظهور مشروع جاد تقوده شخصيات جادة و مستعدة للدفاع بكل ما لديها عن المثل التي تتشبث بها. ليس في الأمر أكثر من هذا و إن كنت واثقا أن “المعارضة” و العصابة ليس من بينهم من يمكن أن يصدق أن يكون هناك صادق يدافع عن ما يؤمن به.
و لا شك أن معركة الانتخابات القادمة ستكون صعبة و جادة و هذا هو ما يجعل رهاننا عليها في محله لأن الطرفين (العصابة و المعارضة) لا يستطيع أي منهما أن يصمد في معركة صعبة و جادة.
هذه الآن هي الخطوط العريضة للمواجهة القادمة و ستكون التفاصيل أقوى صدمة و أقل توقعا.
ستظل “المعارضة” تسأل عن ما سيفعله عزيز و يظل عزيز يبحث عن ما ستفعله قوى الغيير القادمة من خارج التوقعات و لن تستطيع “المعارضة” بكل خبراتها و مهاراتها في المجال أن تقدم له جوابا شافيا قبل أن تلتف من حولهم جميعا حبائل الهزيمة.