الزمان انفو – ذكرى مولده صلى الله عليه و سلم
الزمان انفو _
فى أطار حيث ولدت و ترعرعت ،تعودت احتفاء و احتفال مجتمعنا، بمولده و يوم إسمه خاصة ،صلى الله عليه و سلم.
و لعل مدينة أطار و إلى اليوم ،مدينة المديح النبوي بامتياز ،فى شهر المولد و غيره .
الأطاريون يومها و لا حتى إلى اليوم، ليسو “وهابيين” البتة ،بل إن هذا التوجه الاحتفالي فى أطار ،لا جدل فيه إطلاقا .
فرسول الله، خير الخلق طرا ،و خاتم الأنبياء و المرسلين ،صلى الله عليه و سلم ،لا مراء فى ضرورة تمجيد ذكرى مولده و يوم إسمه صلى الله عليه و سلم عند كثيرين .
كلما حلت هذه الذكرى ،العبقة الجليلة المعتبرة،عند كل مسلم ،سليم الحس و الذوق الإيماني المعطاء .
و هنا لا جدال طبعا،فى الفرق الشرعي ، بين العيدين (الأضحى و الفطر ) و الذكرى .
و لا غرابة فى إقحام مدينة أطار ،فى جدل الاحتفاء بمولده ،صلى الله عليه و سلم ،على الصعيد المحلي ،بحكم أن أول مسجد فى هذه المدينة التاريخية ،أسس على التقوى ،سنة ٧٤٣هجرية،كما تقع أطار ،على مرمى حجر ،من “أزوكى” ،عاصمة دولة المرابطين فى بلاد شنقيط .
كل أيامنا ينبغى أن تكون مجالا زمنيا متواصلا لتذكره، صلى الله عليه و سلم، و الصلاة و التسليم عليه، و التأسى بسيرته و سنته صلى الله عليه و سلم .لكن لا غضاضة فى رفع تلك الوتيرة ،بمناسبة ذكرى مولده، صلى الله عليه و سلم ،و ذلك ما لم يعترض عليه سائر علماء بلاد شنقيط ،فى الظروف الاعتيادية ،قبل أن تتفرع الرؤى و يرتفع صوت الخوض غير اللطيف أحيانا ،فى هذا الصدد الحساس .
ولد محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي ،صلى الله عليه و سلم ،ليلة الإثنين ١٢ربيع الأول،عام الفيل ،الموافق سنة ٥٧١ميلادية.
و روي فى السير ،أن ءامنة وقت ميلاده صلى الله عليه و سلم ،أشعت منها أنوار، أضاءت قصور بصرى و الشام ،كما انطفأت و خمدت نار كسرى و فارس ،بعد ألف سنة من الاندلاع و الإشتعال ،و تناكست و اهتزت الأصنام و ارتج إيوان كسرى.
أحوال مناخية و كونية متعددة ،توحى بتغير العالم و حلول ضيف عظيم على هذه الأرض ،التى طالما اشتاقت لميلاده و قدوم هذه البشرى العظيمة بحق .
كان جميلا الصورة و على خلق عظيم ،بشهادة ربه جل شأنه “و إنك لعلى خلق عظيم”.
و أوتي جوامع الكلم و نصر بالرعب من مسيرة شهر ، و جعلت له الأرض مسجدا و طهورا ،و كان يرى من أمامه و من خلفه ،و كان إذا التفت التفت كاملا .
سألت أم المؤمنين عائشة ،رضي الله عنها، عن خلقه صلى الله عليه و سلم،فقالت “كان خلقه القرءان”و استدلت بمطلع سورة المؤمنون”قد أفلح المؤمنون….”.