تخبط العصابة يهدد موريتانيا بقرب الحصار / سيدي علي بلعمش
الزمان انفو –
ـ القرار الأمريكي بحذف موريتانيا من قائمة الدول المستفيدة من الامتيازات التجارية التفضيلية مع الولايات المتحدة الأمريكية، لا نعرف حتى الآن هل سيقف هنا أو سيكون بداية سلسلة من الإجراءات الخطيرة كما هي العادة؛ فليس من المعقول أن تعمل الإدارة الأمريكية ؛ وزارة خارجيتها و مخابراتها و أجهزتها المتخصصة و مجتمعها المدني و الكونغرس و الرئاسة على إصدار بيان ضد موريتانيا ليظل مجرد حبر على ورق ..!
ـ اعتبار العصابة موقف كندا من سجن بيرام ، تدخلا في شؤون البلد مثل طردها للمنظمات الحقوقية الأمريكية من مطار أم التونسي: جميل جدا و شجاع جدا و جاهل جدا لأنها لم تستطع فهم علاقته بالقرار الأمريكي..
ـ و حماقة عصابة الحرابة الموريتانية و جهلها للقانون و استهتارها بالقيم الديمقراطية، تجلى أكثر و أكثر و بطريقة ستدفع حتما ثمنها غاليا، في اقتياد النائب البرلماني بيرام ولد اعبيدي في الأغلال إلى المستشفى لتلقي العلاج ، من دون حتى إصدار حكم و لو ظالم ضده أو تقديمه للمحاكمة.
هذه الدرجة من الجهل و الاستهتار ، سيدفع الشعب الموريتاني ثمنها غاليا بالحصار و النعوت المسيئة لسمعة البلد و أهله . و سيكون هناك من يقول إن هذه أخطاء نظام لا علاقة للشعب بها و هو خطاب لم يعد العالم يفهمه و لا يقبله من الشعوب لأنها أصبحت في كل مكان مسؤولة عن تصرفات أنظمتها : فحين يرتكب نظام مثل هذه الحماقات و لا ينزل الشعب للشارع ، تكون أي عقوبة ضد بلده مستحقة و مبررة و مطلوبا تشديدها و تأكيدها و تمديدها …
ـ هناك منظمات دولية لا قبل لموريتانيا بمواجهتها، مثل شيربا و بابليش وات يو بي، و بابليش وات يو فاند ، تتابع الصفقات الكبيرة للدول في مجال المعادن و غيرها و قد تم تسريب المعلومات الأخيرة (سنيم، المطار، الميناء، إينير، سونميكس، النفاذ الشامل…) لكي تصلها و ستأخذها حتما بعين الاعتبار و ستقدم ملفات خطيرة حولها و ستنعكس حتما على حياة المواطنين بما لا قبل لهم بتحمله . و يبدو واضحا من تنطط ولد محم خير أمام صحافة وزارة الداخلية، أنها ستكون بالغة الخطورة على عصابة الحرابة التي تحكم البلد ، لكنهم حين لا يستطيعون مواجهة العالم يعودون إلى القدح في المعارضة في الخارج و نعتها بالخيانة و العمالة و حين لا يستطيعون تبرير الاتهامات الخطيرة الموجهة إليهم بسبب جهلهم و حماقتهم و استهتارهم و قصورهم، يعودون إلى الافتخار بجريمة الحالة المدنية و دكاكين كابيك المخجلة و فضيحة شبكة الطرق المتهالكة و حالة التعليم المؤلمة و الصحة التي أصبحت أسوأ من المرض..
انسداد الآمال أمام ولد عبد العزيز يجعله الآن “يفكر” في خيارات كلها خطيرة حد تهديد كيان البلد . و تواطؤ البعض معه في جرائمه قد يجر البلاد إلى مأزق لا أحد يستطيع تخمين مخاطره. يحدث كل هذا في غياب معارضة مسؤولة كنا نراهن عبثا على عملها على المشترك و تأجيل مشاريعها الخاصة حتى إخراج البلاد من ورطة هذه العصابة ، فإذا بها تضع لنا الخيارات بين أسوأ عناصر العصابة و أقربهم و أوفاهم لولد عبد العزيز و بتبريرات أقبح من الذنب و أجبن ممن تضع عليهم الأصابع.
ستظهر الأسابيع و الأشهر القادمة أن للشعب الموريتاني خيارات كثيرة غير العصابة و معارضتـ”ها” و لن يكون فشله (لا قدر الله) في هزيمة العصابة أسوأ ما ينتظره بل فشل معارضة راهن عليها كثيرا ليكتشف بعد ثلاثة عقود أنه كان يقوي الأنظمة المستبدة بانتصارها (المعارضة) و الانخراط في صفوفها و دفع الغالي و النفيس في حملاتها الوهمية.
لدى الشعب الموريتاني اليوم خيارات كثيرة غير “المعارضة”، على نخبه المهمشة ، الصامدة، الصامتة، المتألمة، أن تعمل اليوم على إظهار هذه الخيارات و تقديم مشاريع نهوضها و استنهاض همم الشعب لتحقيق انتصارها و هي عبارات يفهمها المعنيون جيدا و يدركون أن الشعب متعطش و مستعد للانخراط فيها بروح قتالية لا تهزم.
نعم ، أنا متفائل جدا لأن استياء الشعب الموريتاني طفح كيله و لأن سوء العصابة و خيانة المعارضة لم يعد موضوع اختلاف بين أي اثنين.