صحفي يدون ملاحظات حول لقاء وزير الإعلام بالصحافة
الزمان انفو –
13 نقطة حول عشاء وزارة الاعلام ونقاش الوحدة الوطنية
لقد حضرت العشاء الذي نظمته وزارة الاعلام لنقاش مسألة الوحدة الوطنية وحضره وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة، سيدي محمد ولد محم وصحفيون ومدونون موريتانيون .
وقد سجلت عدة نقاط فضلت مشاركتها مع المهتمين:
1 – لم يمنع أحد من طرح سؤال مباشر ودون قيود على الوزير (حتى وقت ذهابي لانني حضرت اغلب فعاليات النشاط وانصرفت قبل نهايته بقليل) اتيحت الفرصة للحديث والنقد والملاحظة للجميع.
2 – تمت دعوة صحفيين ومدونين من مختلف المشارب (السياسية) معارضين وموالين وصحفيين ليست لهم مواقف سياسية معروفة.
3 – الوزير ورئيس حزب الاتحاد من اجل الجمهورية وان كان يتحدث من موقعه الحزبي والرسمي، فقد اجاب على جميع الاسئلة ومنحها وقتا مناسبا، ودون تحفظ.
4 – تحفظت في البداية من كتابة اسمي في لائحة المتحدثين، رغم انه كان لدي ما اقوله في موقف كهذا، لأن ما رأيته في البداية من حضور وجوه اعلامية لم يطمئني كثيرا، ولكنني في الأخير عرفت ان الحضور متنوع ولائق لحدث كهذا، فلم أندم لأنني لم أتحدث، ولكنني رأيت أن الوضع العام كان عادلا ومنصفا للجميع.
5- لم يبد لي شخصيا ان هنالك اهتماما رسميا بما يقال من أفكار، ولا اشارة الى ان الأفكار التي طرحت سيتم اخذها بعين الاعتبار، لكن الفكرة في حد ذاتها مهمة خصوصا ان الوزير اشار الى ان اللقاء سيكون أساسا للقاء سنوي بين الوزارة والصحافة.
6- الوزير المفوه وقع في خطإ فادح، فقد ظن خلال اللقاء ان الميكرفون مغلق وهو ليس كذلك، وقال له احد محدثيه “لم تتطرق للنقطة كذا” فرد عليه بما مفاده “احيانا اتجاهل بعض الأمور” ولم يكن هذا متوقعا من مثله في مثل اللقاء المذكور (اتمنى ان يصحح لي أحدهم اذا كنت اخطأت الإنصات، والنشاط على كل حال موثق بالصوت والصورة).
7- الصحفيون والمدونون المعارضون طرحوا رؤيتهم بشكل مرتب ومسؤول واثبتوا انهم على مستوى النقاشات وان وجهة نظرهم تستحق الانصات وتظهر مكامن العجز الحكومي.
8- لاحظت غيابا لصحفيين ومدونين من شرائح مختلفة، لديهم ما يقولونه في موضوع الوحدة الوطنية، وكان غيابهم عن مثل هذا النشاط واضحا للعيان، ولم اتأكد ما إذا كان ذلك قد تم عمدا او جاء عن طريق الخطأ والمسؤولية في هذا تعود للوزارة بوصفها المسؤولة اللأولى والاخيرة عن توجيه الدعوات.
9- لم اكد سعيدا بمقاربة الوزير حول أعداد العاملين في الاعلام الحكومي وان ذلك انعكس على موضوع رواتب الصحفيين في الاعلام الرسمي (ندفع القليل ولكننا نوظف الكثير..!!!) هذه مقاربة لا تستقيم مع حجم الميزانيات التي تصرف في عدة قطاعات لا تعود بأي جدوى، نحن نعرف حجم الانفاق على عمال الوظيفة العمومية والمتعاونين معها وان عددا هائلا من الاشخاص يتقاضى رواتب في عدة قطاعات دون ان يسدي ادنى خدمة للدولة، ونعرف ان الدولة من أعلى هرمها اشرفت على تعيين اشخاص بلا اي مؤهلات في مناصب اعلامية يتقاضون عنها رواتب كبيرة.
10- سجلت ان الوزير ولد محم وزير اعلام مفوه، لكن الاشادة بذلك – بشكل اصبح شبه مجمع عليه- اوقعته في الثقة الزائدة، فتسرع في احد المرات خلال حديث مع احد الصحفيين الذي كان يتحدث حول موضوع الولوج الى المعلومات في المؤسسات الرسمية وقال له “تريدون المعلومات او الفظة” وهذا السؤال بدى بلا معنى في الحقيقة -في حينه- ولا يليق، لان رفض المؤسسات الرسمية للتعاطي مع الصحافة -المستقلة خصوصا- هو ازمة واقعية ولا يتم التستر عليها بمهاجمة المتحدثين.
11- حدث كهذا تناقش فيه الصحافة بحرية ودون تحفظ مع وزير اعلام نادر الحدوث في العالم العربي، وهذه حقيقة، لكن الأهم هو كيف سيؤثر هذا اللقاء وما ورد فيه على واقع الصحافة وواقع الوحدة الوطنية (موضوع النقاش) في المستقبل، وهذا ما يجب ان نهتم بمتابعته.
12- مستوى بعض الصحفيين مخجل جدا، ومداخلات بعضهم ليست على المستوى في الحقيقة، خصوصا التي تخللها نفاق يخجل الواحد من نقاشه والكتابة عنه.
13- منصة الحديث الاساسية التي كان يجلس عليها الوزير تم تلوينها في آخر لحظة بأشخاص لا علاقة لهم بالوزارة وهو تلوين قصد منه اظهار التمثيل الشرائحي، وهذه خدعة لا تمت الى الشفافية بصلة، كان يجب ان نبدأ العام الجديد بجدية اكثر.
الربيع إدومو