رئيس “حزب الصواب” يشارك في ندوة عن الحرب في مالي
شارك الدكتور عبد السلام ولد حرمة رئيس “حزب الصواب” في ندوة نظمها مركز الدراسات والأبحاث بالعاصمة المغربية”الرباط” صباح يوم السبت 09/02/2013 ، حول “تداعيات الحرب في مالي على بلدان المغرب العربي” ، وشارك في الندوة أساتذة جامعيون مغاربة وسفراء سابقون للمملكة المغربية في دول إفريقيا جنوب الصحراء والعديد من الباحثين المهتمين بالشؤون الإفريقية .
وقد كانت الورقة النظرية التي شارك بها الدكتور عبد السلام ولد حرمة عن “تداعيات هذه الحرب على موريتانيا”. وبدأها بمدخل نظري عن بداية هذا الصراع والمطالب والمظالم التاريخية القائمة في المنطقة ، وعوامل التدخل الفرنسي والمصالح الإقتصادية المترابطة للدول الكبرى والصراع الخفي الذي تسيره شركات التنقيب في المنطقة ، والثغرة التي تركها سقوط النظام الليبي وتسرب أسلحته للمقاتلين في الصحراء ،كعامل مساعد في تطوير قدارت المقاتلين وإندفاعهم للسيطرة على الشمال المالي ، مقدما عدة سيناريوهات يمكن أن يؤول لها الوضع في المنطقة إذا أستمرت الحرب بإعتبارها حلا سلبيا للمشكل القائم مستبعدا السيناريو الأفغاني لعدة عوامل منها طبيعة المنطقة والتواجد الضعيف للطرح الفكري الذي تتبناه الجماعات المسلحة في ظل بلاد ومناطق يسيطر عليها “الإسلام الصوفي” وبالتالي يفقد المقاتلون الحاضنة البشرية التي يمكن أن تؤسس لإستمرارهم ، إضافة لمعرفة فرنسا الكبيرة بالمنطقة بإعتبارها الراسم الفعلي للخرائط وصاحبة العلاقات التاريخية مع القبائل ومع الأنظمة في كل المنطقة ، عكس الوضع الأمريكي في أفغانستان ، وهذه العوامل كلها تضعف من إمكانية أفغانستان جديدة في الساحل إلا أن السيناريوهات السيئة تظل حاضرة وماثلة في حال إستمرار الحرب.
وعن التداعيات على موريتانيا بشكل خاص تحدث الدكتور عبد السلام ولد حرمة عن علاقات مجتمعية تاريخية بشرية قائمة بين موريتانيا ومناطق التوتر في مالي وعن مصالح إقتصادية قائمة وأساسية للشعبين ، وعن تهديدات وتداعيات أمنية كبيرة ستعرفها كل المنطقة وسيكون نصيب موريتانيا منها قويا بسبب الإشكالات الأمنية التي تعرفها موريتانيا ، وإتساع حدودها مع مناطق التوتر، وتحولها في فترة وجيزة إلى قبلة لعشرات الآلاف من النازحين من الحرب مما سبب أزمة للدولة التي تعاني من مشاكل بنيوية على مستوى المرافق الكفيلة باحتضان هذا القدر الكبير من النازحين، إضافة لإمكانية هروب المقاتلين وتحصنهم داخل الأراضي الموريتانية مما يرغم موريتانيا على البقاء في حالة إستنفار دائمة، وهذا له كلفته الباهظة على الاقتصاد الموريتاني، وتعطيل المشاريع التنموية وتوجيهها للحشود العسكرية وتطوير القدرات الدفاعية لتأمين حدود شاسعة ومترامية الأطراف.
وخلص الدكتور عبد السلام ولد حرمة في مداخلته إلى أن إستمرار إندلاع الحرب في الشمال المالي لايهدد موريتانيا بقدر مايهدد كل البلدان المغاربية على نحو متقارب ، وأن العمل السياسي الدبلوماسي ، أو حتى التدخل في المنطقة كحل نهائي لايجب أن تحدده فرنسا أو تتزعمه بل يجب ان تشتغل عليه دول الساحل وتشرف عليه حتى تضمن أمنها وسلام المنطقة التي تستقر عليها ، ولاتترك فرنسا تلعب مجددا بالمنطقة بناء على مصالحها وبناء على مصالح شركاتها الكبرى وصراعات سياسييها في فرنسا …وان إستمرار فرنسا في التدخل وعودتها كقوة إستعمارية سيغذي رفض الشارع ويغذي العمليات الإنتقامية ضدها وضد مصالحها وهذا تهديد حقيقي لبلدان المغرب العربي المرتبطة بعلاقات مع فرنسا والحاضرة فيها فرنسا بمصالحها وسفاراتها بشكل قوي.