الآن وقد دمرت كل القواسم المشتركة كل الآمال في دولةٍ للجميع ، مزقت جسم الانسجام ،تقود مسيرة ضد التطرّف
الزمان انفو – نواكشوط –
كتب محمد محمود ولد بكار:
يريد عزيز في إحدى تجلياته الدعائية المحضة أن يقود مسيرة يوم 9 في نواكشوط ضد التطرف دون أن يقف مع نفسه دقيقين ليسأل عن أسباب هذا التطرّف عن أسباب هذا الخطاب خطاب الكراهية والحقد والحنق والمتمرد على السلم الأهلي الذي يشفينا ويقلقنا ويؤرقنا ، أو على الأصح عن تنامي وتطور خطاب التفرقة والعنصرية ودق طبول الحرب الأهلية في الإتجاهين العمودي والأفقي !ولماذا بهذه الوتيرة وبهذه النبرة وبهذا الوضوح الذي يتم فيه استخدام عبارات القتل والإبادة !؟ لا تفكر لكن نحن نفكر مكانك ونعطيك الجواب .
لقد تنامت هذه الظاهرة عندما أصبح المواطن لايملك حياته ولا حياة أبنائه ويعيش بصفة دائمة زيادة البؤس والتشرد وزيادة الأحياء الحقيرة والشوارع المظلمة وإنتشار الحياة المعتمة البطالة. لاتوجد عدالة لاتوجد ثروة موجهة الشعب يتقاسمها من خلال العمل من خلال الخدمات العمومية من خلال حمايته من الأسعار من ضعف القوة الشرائية وبالعكس يواجه زيادة في الظلم عندما يبحث عن العمل أو يبحث عن الدواء أو عن النقل أو عن الحقوق في نفس الوقت يتلقى المعلومات المجانية عن تضاعف مداخيل الدولة مقابل مظاهر الثراء الفاحش في مجموعة بعينها بصفة غير شرعية ولا مشروعة ، بينما تزداد حياته سوءا وتزداد الطبقات الرثة إنتشار ، أكثرية المجتمع هشة من الناحية الاقتصادية وأكثرية هذه الأكثرية هي التي يتركز فيها هذا الظلم والحيف ومحرومة من قوتها اليومي بصفة طبيعية وتزداد حسرتها يوما بعد يوم أمام أبسط حدث بسيط في حياتها اليومية مثل نفاذ قنينة الغاز أو أمام الصداع ، ناهيك عن مشاكل التعليم وظروف السكن والنقل وسوء المعاملة في المرافق العمومية وأمام فرص العمل . لقد خلق ذلك ضعفا مشاعا في الشعور بالانتماء القومي لإنعدام أي شيء يُشجع على ذلك القواسم المشتركة آخذة في الذوبان . وبعد عشر سنوات من هذه الوتيرة التصاعدية تأتي أنت لتقود مسيرة من الأموات تشبع بها غريزة الظهور عندك وتطمر بها أي إهتمام حقيقي بالمشكل وبحلها إلى التعامل مع الأعراض !أين يا عزيز حصيلة 5سنوات من دخل إسنيم بعدما تضاعف سعر الحديد خلاله 6مرات ؟أين الدخل من الذهب الذي تضاعف سعره 4مرات ؟أين دخل النحاس الذي زاده سعره ب60% ؟أين دخل إتفاق الصيد مع الاتحاد الأوروبي الذي زاد ب 20 مليون دولار سنويا؟ أين 228 مليون دولار كما يطلق عليها ثمن السنوسي ؟ أين 100مليون دولار مساعدات السعودية ؟ أين 5مليارات دولار من الدين على الشعب الموريتاني بعدما تم محو كامل الديون ؟ أين 320 مليار أوقية دخل سنوى من الضرائب على حساب القوت اليومي للمواطن !؟ أين تفليس 5 مؤسسات كبرى لأسباب غامضة إلى اليوم ؟بعدما نخر هيكلها الفساد في زمن ترفع فيه شعار محاربة الفساد عاليا في السماء كتوجه رئيسي لنظامك !؟ كيف تبتلع شريكة صغيرة مثل ATTM شركة أكثرها منها معدات 3 مرات مثل ENER ؟ كيف يتم علق مؤسسة ظلت تخلق التوازن في أسعار المواد الأساسية وتتكفل بتوفيرها في السوق طيلة 50 سنة أي سونمكس !؟كيف يتم غلق مؤسسة توفر الكهرباء والماء للمناطق الريفية مثل النفاذ الشامل !؟ كم هي ثروة المحيطين بكم البادئين من تحت الصفر ؟ كم يتم تبديه من مال الشعب في الخارج في الكازينوهات ؟ هذا هو الذي بواسطته يمكن القضاء على هذه الظاهرة أو تقويتها . فأي شيء رحيم أبقيت لهذا الشعب حتى تتخوف على إستقراره .إن هذه المسيرة إستفزازية وذر الرماد في العيون وليست إلاّ هروبا إلى الأمام .
نحن بحاجة لمسيرة ضد النهب ضد ظلم ،ضد تمييع الدولة، مسيرة ضد التسيير الأحادي الذي يغرق البلد في المجهول .إننا ضد هذا الفصل الجديد من التضليل مثل ميسرة ولد إجّاي ضد الفساد ومهرجانات المأمورية الثالثة ومسيرات تأييد فشل إنقلاب 2003 ضد معاوية ، ومسيرات تأييد إنقلاب 2005 الذي أطاح بمعاوية، مثل محاربة إعل ولد محمد فال حيّا والبكاء عليه ميتا في طوابير لا تعرف النهاية . إنها أحداث عبثية تقوم خارج الضمير وخارج الالتزام بمتطلبات الوضع الحقيقية . لا للمشاركة في مسيرة لا تفيد بالحل .