حتى لا يخرج الوضع عن السيطرة/باباه سيدي عبد الله(رأي حر)
تزداد قناعتي كل يوم بأن رئيس الجمهورية تم الزج به فى مواجهة مقصودة مع واحد من خيرة أبناء موريتانيا، وأن من زيـَّـنوا للرئيس الدخول فى هذه المواجهة سيكونون ألدَّ خصومه ،عندما تدور الدوائر، فأقدامهم راسخة فى التراجع، ومناخ “ضمائرهم” غائم ومتقلب.
و لا تحمل أرض موريتانيا فوق أديمها من هو أكثر دراية من عزيز بمكانة محمد ولد بوعماتو فى قلوب الموريتانيين أصحاء ومرضى، أغنياء وفقراء، شبابا وشيبا، رجالا ونساءا، ومن مختلف الأعراق، ولا من هو أكثر اطلاعا من عزيز على علاقات محمد ولد بوعماتو الطيبة والمؤثرة فى أطراف إقليمية ودولية وازنة.
فهل من الحكمة أن يفرط الرئيس فى سند من هذا العيار؟ وهل من الوفاء لميثاق الشرف مع الشعب الموريتاني جعلُ الدولة – رئيسا وحكومة ومصالح عمومية- فى حرب مكشوفة لإهانة مواطن شريف؟
مخطئ من يعتقد أن إدخال محمد ولد الدباغ إلى السجن سيجعله يتخلى عن محمد ولد بوعماتو أو عن مبادئ الوفاء والإخلاص والتضحية التي تربى عليها ،وعليها سيظل عاضا بالنواجذ.
ومخطئ أكثر من يعتقد أن ضمَّ محمد ولد بوعماتو إلى لائحة ” المتسولين” سيعزز أركان النظام، أو يقوي جبهته الداخلية، أو يساهم فى الحد من بطالة الشباب، أو يشجع الصناعة الوطنية، أويحفز الإستثمار الأجنبي، أو يحسِّنُ علاقات موريتانيا الخارجية.
و من سيتفرغ للتنمية إذا تحولت الدولة إلى كتيبة من الوشاة والنمامين تترصد الناجحين؟ و تحولت حاشية الرئيس إلى مجموعة من المخبرين والجواسيس و المتنصتين يعدون أنفاس عباد الله ؟ وتحولت البلاد إلى سجن كبير لا ينجو منه إلا كريم خاف القِلى فـيسَّر له الله منأىً عن الأذى؟
إن سجن محمد ولد الدباغ لتركيع محمد ولد بوعماتو ليس إلا حلقة سيئة الإخراج من مسلسل استهداف محكوم عليه بالفشل، يراد له أن يطال كل الخيرين والناجحين المطارَدين بالقدح والتشهيرمن طرف ثلة من الفاشلين استمرأت نهش الأعراض، واستطابت النميمة والوشاية والسوء، حتى لكأن الكلاب المسعورة خير منها، والعياذ بالله.
إن اعتقال مواطن بريئ فى رابعة النهار، وإيداعه السجن، والمساومة على إطلاق سراحه مؤقتا مقابل دفعه مآت الملايين، ليس إلا استنساخا رديئا لعمليات الإختطاف التي تقوم بها جماعات إرهابية معروفة، لتساوم على فدية معلومة.
فهل لدى الرئيس النية والشجاعة لإنهاء هذه المهزلة المقيتة قبل فوات الأوان؟
ذلك ما يتمناه كل من يريد الخير لموريتانيا.