شيء ثالث : اللغز المحير في المعادلة الموريتانية / سيدي علي بلعمش
الزمان انفو –
سأكون تقريريا جدا في هذه المرة ؛ سأعتمد فقط على ما يعتبر حقائق ثابتة (افتراضا) لدى الجميع في الصالونات السياسية و وسائل التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى سلطة رابعة بجدارة بعد فشل و تردي و انحراف وسائل الإعلام التي تحولت بدورها إلى وسائل دعاية ونميمة، تمتهن الوشاية المكشوفة و تعرض خدماتها لمن يدفع ، على قارعة الخجل..
في السياسة “لا نقول أبدا ما نفعله و لا نفعل إلا نادرا ما نقوله” و في الخلط الواقع في أذهاننا بينها و بين الدبلوماسية ، نقول على طريقتنا إنها “فن الممكن” ..
و لأننا مجتمع يمتهن الكذب و الخداع بمهارات عالية، أصبحنا جميعا سياسيين بلا مقدمات و في أكثر الأحيان بلا أي مؤهلات (غير باعنا في الكذب طبعا)..
الإنسان الصادق يقول ما عنده بلا توتر و لا قسم و لا إشهاد..
الإنسان الكاذب يقول شيئا و يفعل شيئا آخر
و الإنسان الكاذب و الماكر يقول شيئا و يفعل شيئا آخر و يفكر في شيء ثالث ..
ـ يقول ولد عبد العزيز إنه سيحترم الدستور و يأمر أقاربه و مقربيه الذين أوصلهم إلى قبة البرلمان بلا أي مؤهلات ، لهذا الغرض بالذات، أن يطالبوا بتغيير الدستور (الذي سيحترمه) و يأمر ببغاوات “أطر و وجهاء” الولايات بحمل “تغنجاتهم” إلى قصر المؤتمرات لكي لا يحنث: هذا ما يقوله ولد عبد العزيز بوداعة الأرنب و مكر الثعلب و هذا ما يفعله بغباء ولد صهيب و سذاجة “أطر اترارزة و وجهاء آدرار” أما ما يفكر فيه، فلا يخفى حتى على “أطر و وجهاء” الحوضين و منتخبي العصابة أو “لعصابة” كما تقول الصحافة الموريتانية تفاديا لإحراج العصابة..
ـ يقولون إن ولد الغزواني يقول إنه مرشح الجيش و يقولون في نفس الوقت إنه كان يدعم حراك تغيير الدستور و دفع بنائبين من أسرته لتوقيع الملتمس المشؤوم ؛ هذا ما يقوله و هذا ما يفعله في الاتجاه المعاكس، ففي ماذا يفكر الغزواني ؟
ـ يقولون إن ولد باي و ولد محم “…” من ألد أعداء ولد الغزواني (بعد بهاي ولد غده و جماعته) و يقولون إنهما كانا ضد توقيع الملتمس المطالب ببقاء عزيز (أي إبعاد ترشح عدوهما المشترك الغزواني) و اعتذرا كلاهما على طريقته عن تأييد الملتمس في الاتجاه المعاكس تماما لتوجهاتهما، ففي ماذا يفكران إذن؟
ـ يقولون إن الجيش يرفض بالإجماع مأمورية ثالثة و يقولون إن قياداته اتصلت على أتباعها في البرلمان لتوقيع الملتمس المطالب ببقاء ولد عبد العزيز ، ففي ماذا يفكر الجيش؟
الجميع في هذه الحالات يقول شيئا و ينقلب عليه بفعل عكسه و ينقلب على فعل عكسه بما يفكر فيه!؟
ما نعرفه هو أن جيشنا ماهر في تنظيم الانقلابات و ما نعرفه أكثر هو أن موالاتنا لا تبارى في سرعة التقلبات و ما نعرفه أكثر من هذا و ذاك هو أن عودة ولد عبد العزيز كانت خجولة و سكوت ببغاواته مريب و صمت طبول و أبواق التزلف إشارت لا تكذب..
من يفتخرون أمام الملأ بإنجازات ولد عبد العزيز لا يمكن أن يخجلهم شيء في الوجود، فما هو سبب حياء ولد محم “…” و وداعة ولد باي و تكسر ولد أجاي؟
قولوا “قد جاء الحق و زهق الباطل…” لعل الله يرحمكم .