من معارض إلى مرشح النظام لرئاسيات 2019
الزمان انفو –
كتب محمدالأمين الفاضل:
لقد ارتأيتُ أن أبعث إليكم بهذه الرسالة المفتوحة والمختصرة جدا، وذلك بعد أن تم الإعلان ـ بشكل شبه رسمي ـ عن ترشيحكم من طرف النظام الحاكم.
إني أود من خلال هذه الرسالة المفتوحة والمختصرة جدا أن ألفت انتباه سيادتكم إلى الأمور التالية:
(1)
إن من ناصركم حقا، وإن من دعمكم حقا، وإن من ساهم في وصولكم إلى الرئاسة ـ إن قُدِّر لكم الوصول إليها من خلال الانتخابات القادمةـ هم أولئك الذين دافعوا عن مبدأ التناوب السلمي على السلطة، وسواء دعموكم بعد ذلك في حملتكم الانتخابية أو دعموا منافسا لكم. أما أولئك الذين طالبوا بإسقاط مبدأ التناوب السلمي على السلطة، فهم الذين حاولوا حرمانكم من الوصول إلى الرئاسة، حتى وإن دعموكم تزلفا ونفاقا في حملتكم الانتخابية. هذه الطائفة الأخيرة هي التي عارضت وصولكم إلى السلطة من خلال مطالبتها بإسقاط مبدأ التناوب السلمي على السلطة، وعليكم أن تتذكروا ذلك دائما، حتى وإن أجبرتكم إكراهات المنافسة على قبول دعمهم خلال الانتخابات الرئاسية القادمة.
(2)
عليكم أن تعملوا من الآن على تهيئة الظروف لانتخابات تتمتع بالحد الأدنى من الشفافية، ولن يكون ذلك إلا بإعادة تشكيل اللجنة المستقلة للانتخابات وبالاستجابة لبقية مطالب المعارضة المتعلقة بالعملية الانتخابية.
إنه بإمكانكم أن تفوزوا في ظل انتخابات تجرى في ظروف مقبولة، ولذا فمن مصلحتكم أن تعملوا من أجل أن تنظم الانتخابات الرئاسية القادمة في ظروف توافقية. إنه ليس من مصلحتكم أن يعلن عن فوزكم في انتخابات غير توافقية ولا تتمتع بالحد الأدنى من المصداقية، إنه ليس من مصلحتكم أن تصلوا إلى الرئاسة من خلال انتخابات مشكوك في مصداقيتها.
(3)
إنه ليس من مصلحتكم ـ إن قُدِّر لكم الفوز في الانتخابات القادمة ـ أن تحملوا معكم إلى كرسي الرئاسة تركة العشر سنوات الماضية. سيكون وصولكم إلى السلطة إن فزتم في انتخابات تتمتع بالحد الأدنى من المصداقية فرصة لفتح صفحة جديدة، فعليكم أن لا تضيعوا تلك الفرصة، خاصة وأن عائدات الثروة الغازية ستعينكم ـ إن أحسنتم تسيير تلك العائدات ـ في تحسين الظروف المعيشية للمواطن الموريتاني.
حفظ الله موريتانيا..