مترشحان و ثلاث حملات / سيدي علي بلعمش
الزمان انفو –
رغم أن أيا منهما لم يتحدث بعد لا عن برنامجه و لا حتى عن إعلان ترشحه بشكل رسمي ، إلا أنه أصبح من المؤكد حتى الآن ترشح الوزير الأول السابق ولد محمد لغظف و وزير الدفاع الحالي ولد الغزواني . و قد انطلقت ثلاث حملات لم تعد تخفى على أحد، لصالحهما أو ـ على الأصح ـ لصالح أحدهما و على حساب الآخر…
الأولى ، حملة سياسية هادئة و متحضرة ، يقودها سياسيون حذرون ، يبحثون بصعوبات جمة عن طريق تمريرها الآمن، بين حلفاء افتراضيين (الموالاة) يبغضهم الشعب و أعداء افتراضيين (المعارضة) منهكين. ويحاولون الاستفادة من ضعف الأولى و يأس الثانية و يفهمون أن 70% من مشكلتهم ترتبط بــ”وسطية” تحتاج خطابا معقدا، يحمل ما يطمئن “موالاة” فاسدة تخاف المحاسبة و “معارضة” مفلسة تحتاج وعدا بالخروج من الواقع المرير، تتفهم أن ليس من مصلحة ولد محمد لغظف الحديث عن تفاصيله (الوعد) الآن.
و ما زلت شخصيا أشك بل أجزم بأن ولد عبد العزيز لم يستدع ولد محمد لغظف قبل يومين ليقول له إنه “يرشح ولد الغزواني” كما يراد لنا أن نصدق كأننا لا نعرف ولد عبد العزيز. إن ما يمليه المنطق هو أنه كان واضحا و صادقا معه لأول مرة و أخبره بالعكس تماما : أي أنه و كل من معه من الأقارب و المقربين سيدعمونه بكل ما يحتاجه دون قيد أو شرط لكن عليه أن يمهلهم أولا حتى يدمروا حملة ولد الغزواني من داخلها.
الثانية ـ حملة همجية غوغائية بالغة الشعوبية و التوحش ، يقودها جهلة متخلفون في عجلة من أمرهم ، يتحدثون عن تسليم المهام لولد الغزواني لا عن انتخابات رئاسية، قبليون حتى النخاع و جهويون حتى بومديد، يتخبطون في الأخطاء و المحذورات ، لا باع سياسي لهم ، و لا وعي ثقافي ؛ ارتكبوا حتى الآن كل ما يمكن أن يتخيل من الأخطاء و حولوا مرشحهم إلى عزيز آخر و قزموا المؤسسة العسكرية التي خلقته من عدم و حمته من مخالب ولد عبد العزيز الشرسة و يتعرضون بالسب و الشتائم لكل من لا يفكر بطريقتهم المتخلفة و منطقهم الساذج..
الثالثة ـ حملة انتقامية ماكرة تقودها لوبيات نفاق ولد عبد العزيز بتخطيط بارع و إحكام مدروس و موجه، تلصق بولد الغزواني كل ما تكرهه الناس في عزيز و تصوره كنسخة دون الأصل منه و “استمرارا لنظامه” المشؤوم و ضمانا لعدم محاسبته و تقزم دور الجيش و تتوعد الشعب ـ أحب أو كره ـ باستمرار “نهج” عزيز ؛ في الظلم و القهر و التهميش و نهب الثروات و انتشار المخدرات حتى في المدارس الابتدائية و السطو على المنازل و الخطف و الاغتصاب و زعزعة الاستقرار الاجتماعي بكل الوسائل و نفث سموم الكراهية بين شرائح المجتمع و التنكر لتاريخ البلد و معاداة أمجاد أهله.
هذه الحملة التي يجند لها ولد عبد العزيز و أقاربه و مقربوه كل وسائلهم و لأول مرة ، دمرت حتى الآن حوالي 80% من حظوظ ولد الغزواني لأنها بكل بساطة تقدمه بغباء في صورة “عزيز في ملابسه الداخلية” .
و الأيام أمامنا