حول آخر ظهور لرئيس موريتانيا الأسبق
الزمان انفو – صورة معاوية و قد أصبح شيخا …تحرك الحبر و الذكرى/
بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن/
لاحظت هذا الصباح صورة جديدة للرئيس معاوية ولد سيد أحمد للطايع ،بحجم تداول معتبر على المواقع و الفيسبوك و الواتساب،و كأن هذا الشعب الأصيل لا يريد أن يتنكر كليا لتاريخه و رئيسه السابق،الذى ملأ الدنيا و شغل الناس !.
الصحفية الموريتانية الوفية عيش سيد أحمد،المقيمة بالدوحة تتذكر أثناء التقاط الصورة، بيت ابن عباد الشهير:من بات بعدك فى ملك يسر به/فإنما بات بالأحلام مغرور.
منبهة ضمنيا،لما عاش معاوية من رخاء و اهتمام و مجد و شهرة ،و قد آل كل هاذا اليوم للشيب و التجاعيد و كناش التاريخ .
فعلا بمثل هذا ينبغى أن نعتبر .فنعم الدنيا”منفوشة”،كما يقال فى الحسانية ،و ملخصها بعبارة القرآن”:فأصبح هشيما تذروه الرياح”.
كان الأحرى بمن إئتمنه معاوية على قصره،إن كان لابد منقلبا،أن يبقي له جانبا من الاعتبار و يبرر الأمر أو يدخله فى سياق اضطراري ،بعيدا عن التحامل و التنكر الصريح ،الذى عبر عنه مرارا و تكرارا، دون تردد أو استحياء،للأسف .
فدفع معاوية ثمن الثقة فى غير محلها،و ها هو يقيم باستمرار ،بعيدا عن الأهل و الوطن .
و جاهل مغرور من يظن أجيال الموريتانيين الحاليين،من أهل السياسة، أعنى بوجه خاص،أصحاب عهد و وفاء .لا،البتة .
لم يحفظوا لمعاوية ودا فى الغالب الأعم .و رغم أنه أطول مدة، رئيسا حكمهم ،فلا مولود باسمه إلا نادرا،و لا شارع و لا بقالة،و لا أي نوع من التذكر و التنويه النسبي !.
لم أكن يوما من مقربى معاوية ،و لم ألتقه لقاءا ثنائيا خاصا،و لم أكن يوما من موظفيه،و لا من الذين جنوا من ثمرة حكمه المعطاء،لكنى دفعت بعمق، ثمن تضامنى معه، بسبب ما تعرض له من غدر و تنكر خسيس ،و فى المقابل تنكر له القريب قبل البعيد ،و ظهر كبار التجار المحيطين به،من أهله و غيرهم، مكترثين بما جرى.قطفوا الحلو و تجنبوا المخاطر ،ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا،و كان غيرهم من المدنيين و العسكر ،أشد تنكرا و غدرا،سبحان الله .
أحمق من يحرث معروفه و بره ،فى موريتانيى هذا الزمان!.
لا أريد فى هذا المقام تقييم حكم معاوية،فقد أصاب و أخطأ،و هذه سنة و مسار العمل البشري،و باختصار كانت له ايجابيات مبهرة وطنية و تصرفات مثيرة بحق، للجدل المشروع،و لكنه لا يستحق هذا الإهمال و التجاهل المشين و النفي الضمني المهين !.