حين بكى الرئيس الموريتاني الأسبق
الزمان انفو_
شاة الحاكم .شيئ من التاريخ
حدث الإداري المتقاعد والوزير السابق محمد ولد ابيليل قال كنت حاكما لمقاطعة تجكجة سنة 1981 وفي بعض الأحيان كنت أخرج رفقة بعض عناصر الحرس والمسؤولين خارج المدينة لنقضي استجماما قصيرا، وفي أحدى تلك الخرجات رافقني ممرض المدينة إضافة إلى عناصر من الحرس، واصطحبنا معنا شاة نعدها للمقيل
وبعد أن وصلنا إلى مشارف إحدى القرى نصبنا خيمة وبدأ حرسي في سلخ وإعداد شواء للوفد، وفوجئت ببعض النساء يقتربن من حرسي ويتبادلن معه بعض الأحاديث قبل أن يعود نسوة أخرى للغرض ذاته
رابني الأمر واستدعيت الحرسي وسألته عن الأمر فقال إن النساء يقلن إن لديهن مرضى ويحتاجون إلى قليل من اللحم ليصنعوا لهم مرقة منه.
ويضيف ولد ابيليل : أمرت الممرض بالانتقال إلى القرية لمعرفة حقيقة الإصابة، وعاد إلى بعض فترة وهو يقول : هنالك مرض ينتشر بين أغلب السكان ويبدو أنه بسبب سوء التغذية وقد يكون بداية لمجاعة.
قال ولد ابيليل أمرت الحرسي بأن ينقل الشاة إلى القرية، وطلبت من حرسيين آخرين البحث فورا عن أي مواش صالحة للذبح
وبعد قليل جلبوا إلي خمس نوق، وكان مالكهم يعدو خلفهم وهو يصرخ ويقول إن الحرس غصبوا إبله، فقلت له إنه لا بديل عن أخذ الإبل، لكن سنوقع محضرا يضمن له حقوقه بالشكل الذي يرضيه وسوف يتقاضى ثمن النوق الخمس في تجكجة بعد أن شرحت له وضعية القرية، فقبل الأمر بعد نقاش طويل، وهو ما تم بالفعل حيث تقاضى الرجل ثمن نوقه بعد ذلك
ويضيف ولد أبيليل : أمرت الحرس بنحر النوق وتقسيم لحومها على سكان القرية.
وعدت إلى تجكجة حيث أبلغت وزارة الداخلية ببرقية مستعجلة، وفي الصباح أبلغني الحرس بوجود طائرة صغيرة تحلق في سماء المدينة، وفور هبوطها في المطار، انتقلت إليه فوجدت الرئيس محمد خونه ولد هيدالة، الذي أمرنا بالانتقال فورا إلى القرية، حيث زار أغلب منازل المصابين وجلس معهم وهو يبكي بشكل غير طبيعي، وبعدها غادر عائدا إلى نواكشوط، لتنطلق شاحنات مفوضية الأمن الغذائي إلينا محملة بمساعدات غذائية متنوعة تم توزيعها على مختلف القرى المتضررة من آثار الجفاف وسوء التغذية.
وبعد فترة وجيزة يضيف ولد ابيليل وصلتني رسالة تهنئة من وزارة الداخلية تشيد بالتصرف الذي قمت به ووصفته بأنه كان سريعا وإيجابيا.
محمد سالم بن اعمر