مأساة بوتفريقة/سيدي علي بلعمش
الزمان انفو _ مأساة بوتفريقة
*************
الفرق بين بوتفليقه و بوتفريقه أن الأول يتكي على تاريخ من الأمجاد ؛ تاريخ جبهة التحرير الوطنية و ثورة المليون شهيد .. تاريخ من العناد و التحدي للهيمنة الفرنسية في المنطقة .. تاريخ من الخطابة و الجسارة .. من الكبرياء و العنفوان فيما ينبطح الثاني (بو تفريقة) تحت طبقات كثيفة من جليد الخجل و أدران الفساد و “الحبو” كما سماه الفنان الثائر و الخالد، اعل سالم ولد اعليه ، خلف عزيز.. تاريخ كامل من الخضوع و الخنوع و الخوف و الطمع .. تاريخ من الاجترار و السحل و الازدراء ..
الفرق بين بو تفليقة و بو تفريقة، أن الأول كان زعيما لبناء الجزائر و أصبح زعما لتحطيمها و الثاني كان معولا لهدم موريتانيا و أصبح بوا لإحراق ما تبقى منها ..
لم يعد بو تفليقه قادرا على الكلام.. لم يعد قادرا على الفهم.. لم يعد قادرا على اتخاذ أي قرار .. لم يكن بوتفريقة قادرا على الكلام .. لم يحاول يوما أن يفهم.. لم يكن في يوم من الأيام قادرا على اتخاذ أي قرار..
كان بو تفليقة أصغر قائد في جبهة التحرير و كان بو تفريقه أكبر رتبة في جيش تهدده كتيبة حراسة من الأعجام تحت قيادة ميكانيكي جبان..
يوم السبت 23 من فبراير الجاري سينظم حفل ترشيح بو تفريقه .. حفل تبني قرار سياسة الأرض المحروقة : لن يصل بوتفريقه إلى كرسي الرئاسة إلا بدرجة تزوير تتجاوز عشرات المرات فضيحة الاستفتاء على دستور المادة 38 و مخطئ قطعا من يفكر في تزوير انتخابات شعب كامل لم يعد لديه ما يخسره.
الصنم بوتفليقة ما زال صامتا في انتظار أن تصدر له الأوامر بالرحيل و الصنم بو تفريقه ما زال صامتا في انتظار أن تصدر له الأوامر بالكلام..
هو مرشح “استمرارية” عزيز أي مرشح النهب و التزوير و الكذب و الفضائح اليومية و صناديق كومبا با و تسجيلات آكرا ، لكن البو بوتفريقة ينسى أنه أيضا مرشح “نيران الصديقة” و حادث الطينطان و مقعد بنت أسياد…
بو تفريقه ليس رجل حكم .. ليس رجل قيادة .. ليس رجل دولة .. ليس رجل رجولة ..
بوتفريقة هو الممثل الحصري للدواجن في موريتانيا .. هو القائد العام للجيوش الذي لم يغز في حياته غير أوكار (…) .. هو وزير الدفاع الذي عين له نائب قائد بازيب ليأمره بما يفعل و يحذره من الوقوع في الممنوع.. و هو مرشح ” استمرارية” سيقضي أصحابها بقية نقاهتهم في “صلاح الدين”.
لقد قرر عزيز أن لا يذهب إلى المؤبد من دون صديقه المفضل ولاعب “بيلوت” الماهر.. و لا تكون لعبة “بيلوت” مسلية عادة من دون صراخ “أهل الشرق” و غش أهل الشمال ؛ إذا كان ولد بايه هو من سيواجه فريق جنرالات الورق بولد حدمين ، تأكدوا أن سجن صلاح الدين سيتحول إلى مقبرته.
23 فبراير 2019 سيكون تاريخ ترشيح بوتفريقه للمؤبد، إذا لم يعتذر فيه للشعب الموريتاني و يعلن فيه بالصريح عن براءته من “نهج” احتقار الشعب و “استمرارية” نهب خيراته.