لا لنسيان الربع الأول…أطار
الزمان انفو_
/عبد الفتاح ولد إعبيدن/
أعرف أن طبيعة الحياة و الإنسان، التحول و الانتقال .
لكن هذه الأرض أمنا،و بالنسبة لنا معشر الأطاريين و غيرنا، ينبغى أن لا ننسى مسقط الرأس و الربع الأول،أطار .
فليس من الوفاء أن يحتضننا صغارا و ننساه كبارا،حين نقوى على الوفاء أو جزء منه على الأقل .
آلاف عرفتهم أيام الصغر و المراهقة و الشباب ، عرفتهم فى أطار ،لكن اليوم هجروه و لم يعودوا يزوروه إلا لماما،فتأثر الربع الأول ، من طول الهجران و الإهمال، الشعبي و الرسمي ،على السواء .
ذبلت بعض الواحات و خربت بعض المنازل،بعدد غير قليل،و تحولت الأوضاع، إلى حال غير مريح إطلاقا ،حتى أن جزءا معتبرا من أطار،أضحى مجرد طلل تقريبا،فى عمق المدينة و بعض وديانها !.
أين حيوية “كرن القصبة”و “امبارك و اعمارة”،أين واحات”ترون”و”تاريوفت”و”الطواز”و”اركينه “وآغسيسيله”و”إعونت إظمي”و “عين أهل الطايع” و غيرها ؟!.
هذه الربوع الجميلة العريقة ،تناديكم لصلة الرحم و إعادة الإعمار و إعادة الاعتبار و الاهتمام الجاد المنتظم ،عسى أن تصلحوا بعض ما أفسده النسيان و الإهمال المزمن !.
لقد كان أطار فى الخمسينات و قبل ذلك ،هو عاصمة البلاد تقريبا ،و من أكثر البقاع حيوية فى موريتانيا،و من أكثر المدن ،حيوية اجتماعيا و اقتصاديا.أما اليوم فأصبح فى وضع آخر مختلف تماما، عن سابق عهده الحي المزدهر،فإلى متى هذا التغاضى و صرف الاهتمام الممنهج ،عن إحدى أهم قلاعنا الداخلية؟! .
من العيب أن لا نتذكر أطار،إلا وقتا وجيزا،زمن موسم “الكيطنه”،لنحظى بغلته و ثمرته اليانعة،ثم نوليه الظهر بعد ذلك .
أطار قلعة و مفخرة ،و يستحق علينا الإحياء و التعمير ،عمرانيا و اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا ،من أجل أن لا يسجل علينا صفة العقوق و الهجران .