كفى؛ لقد طفحت كأس “الزبى”
الزمان انفو _ سيدعلي بلعمش:
الآن اصطف كل المفسدين و الانتهازيين و المتملقين من نخب سياسية و علماء و دجالين و تجار ، خلف “مرشح استمرار النهب و غياب المحاسبة و تأمين ممتلكات عصابة ولد عبد العزيز و الاصطفاف القبلي و الجهوي البغيض” : نحن الآن إذن، في معركة مخلفات ستين عاما من الفساد و الإفساد المالي و الإداري و الأخلاقي و التحكم القبلي و الجهوي و التزوير و تسخير القوة القهرية و الإدارة لصالح تحكم ثلة من المفسدين في شعب تائه ، لم يعد يعرف من يصدق و من يكذب ، من العالم و من الدجال ، من المخلص و من المفسد؛ و السبب “نحن” لا خيانة الشعب و لا قوة المفسدين و لا سوء حظ موريتانيا .
كانت هذه المجموعات تتشكل من نخب خائنة و علماء مرتزقة و إداريين متمصلحين و أمن منتقى و جيش غير مهتم و أعيان خلفهم المستعمر من أعوان المخزن. اليوم لم يعد على الواجهة مثقف و لا عالم و لا إداري و لا رجل أمن و لا عسكري و لا أعيان ، لا بالمفهوم التقليدي و لا بالمفهوم الحديث. نحن الآن أمام حثالة حقيقية من المرتزقة ، لم تعتد إدارتها تهتم بلبوس الوطنية و لا علماؤها بلبوس الفضيلة و لا أعيانها بلبوس النبالة : أصبحوا جميعا عراة أمام الجميع و إذا لم يتم القضاء عليهم الآن ، ستتحول خيانتهم إلى وطنية و فتاواهم على المزاج إلى مذهب ديني و سفالتهم إلى نبالة .
لقد ساعدونا الآن بتحديد أنفسهم و الإعلان عن نواياهم السيئة ، فأي عذر أمامنا اليوم في حشد صفوفنا أمامهم للقضاء عليهم؟
لم تعد هناك اليوم معارضة و لا موالاة و إنما هناك من يريدون موريتانيا راكعة تحت أرجلهم و من يريدونها شامخة أمام الأمم ، فاختاروا بين الاثنين و اعلموا أن أي خط ثالث ليس سوى وجهة أخرى من تجليات مكرهم . تلك هي خارطة الوضع الموريتاني اليوم فكونوا مرة واحدة على مستوى المسؤولية في حق أنفسكم، تكفيرا لما ارتكبناه جميعا في حق وطن أعطانا كل شيء و بخلنا عليه بأي شيء.
المطلوب الآن هو أن يتخلى الشباب عن بعض رومانسيته الفكرية و الكهول عن بعض نرجسيتهم السياسية لنصطف في وجه عصابات الأشرار و من يحملون فيروسات قابلية العدوى، بصرخة مدوية : لا لن تمروا من هنا .. كفى .. كفى .. كفى .. لقد طفحت كأس “الزبى”