محمد ولد ديدي والعبور العظيم
من حق سكان الحوض الشرقي أن يفرحوا بما تحقق لهم وبهم، ومن حقهم أن يعبروا عن ذلك الفرح وبأشكال التعبير المختلفة لأن ولد ديدي يحظى باحترام وتقدير من الجميع.
إنه لا شيء يحدث من لا شيء، ومعنى ذلك أنما تحقق لم يحدث من فراغ بل كان حصيلة نضال طويل زرع فيه الرجل المحبة في نفوس الجميع ليزرع ما حصد بهذه اللفتة الكريمة والموفقة إن شاء الله. من زرع حصد تلك مسلمة أساسية، فإعادة الاعتبار لهذا الرجل لم تكن اعتباطية ولا صدفة، بل جاءت نتيجة بعد نظر حقيقي من رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز أدرك به مكانة هذا الرجل وعظمته وقوة نفوذه داخل هذه الولاية، بل وفي الحوضين الشرقي والغربي. لقد أثبت بكل جدارة في تاريخه السياسي أنه الرجل القوي في شبه المنطقة، وأنه القائد الذي صارع الأعاصير الهوجاء. فما لانت عزيمته ولا اهتزت قناعته ولا ضعفت شجاعته ولا قصرت بصيرته ولم تتغير نظرته، رغم التهميش والإقصاء، ومحاولة البعض إبعاده من الساحة السياسية. غير أن تعيين الرجل أثبت أن مرور الزمن لم يكن إلا فترة ترقب واستعداد، ولم يكن نسيانا ولا إهمالا، كما كان يتصور الكثير من السياسيين. إن هذا الإجراء سيساهم دون شك في إصلاح الخلل الذي أدى إلى تهميش الرجل الذي كان النجم الذي أضاء سماء الحوض الشرقي منذ ثلاثة عقود خلت، فأعطى من عقله وجسده وقلبه وسماحته للجميع. ولا غرو في ذلك فهو سليل سلسلة ذهبية معروفة بالبذل والعطاء والسماحة وسعة الصدر. إنها خطوة كبيرة ترقى إلى مصاف الأحداث ذات الأهمية بالنسبة لولاية الحوض الشرقي كلها وتكمن أهميتها في أن ولد ديدى يمثل نوعا من التوازن السياسي في المنطقة وهو ما كان غائبا فيها لعدة سنوات، حيث حظيت مقاطعة واحدة منها بثلاثة وزراء وغيبت مقاطعة النعمة المركزية، مما نتج عنه ضعف كبير في شعبية رئيس الجمهورية وقاعدة هشة للحزب. كما كان العقبة الأساسية التي سدت الطريق أمام أي جهد لإنقاذ الحزب في الولاية، أما الآن فقد زالت هذه العقبة الكأداء ورجعت الأمور إلى مجاريها الطبيعية بالنسبة لساكنة الحوض الشرقي. لقد انتصر الحق في النهاية ولو كان الطريق شاقا ومرهقا وطويلا، فقد أعطي الآن لكل ذي حق حقه، إلا أن الحق يحتاج إلى قوة تؤازره وتخول لصاحبه حرية القول والعمل في إطار القيم العليا والمبادئ السامية: وليس يعقل أن يكون أصحاب المبادئ النبيلة والشهامة والنزاهة والوطنية في استحياء وانكسار وضعف وهوان بين الناس. لقد وعد الله ووعده الحق أن ينتصر المصلحين الصادقين في أعمالهم، وتوجهاتهم وأن يمكن لهم في الأرض” لقد أثبت الزمن أن هؤلاء ليسوا قفاز يد تخلعه ما تشاء كلا؟ وألف كلا.
إلياس محمد ولد ألمين