بوعماتو: فضح المعارضة وضايق النظام
من الناس من يفتنه – أي يختبره- الله بالجاه والنفوذ، وصاحبنا بوعماتو من بين هؤلاء، إلا أن نفوذه مغشوش، تعاضدت السلطة –بصورة غير محدودة- وقابلية جمع المال الطبيعية، في تركيب المعني، في خلق هذا الجاه، الذي جمع به مالا مثيرا، وظف في الحملات والجولات السياسية، ضمن حقب سياسية متعاقبة، بدءا بمعاوية ومرورا باعل وسيدي وعزيز الحالي..
المصارع البارع، المتئد نسبيا في دك حصون الخصم، انتظارا لطلبه الصريح الإستغاثة، على نهج “اسماسيد” الضعفاء، عندما اعتقل ثلاثيهم، بصورة مليئة بالإستهداف والإنتقائية، رغم المصاهرة وسوابق الصلة، أيام ولي نعمته معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع، الذي أخطأ في تقريب البعض وإبعاد البعض الآخر ربما!!!.
واليوم نعيش مع بوعماتو وعزيز، حلقة عصية الفهم، من السرك القبلي السياسي المتقلب، فالإثنان من أسرة واحدة، ويتظاهران بخصومة حقيقية، لم تقطع الخصم ولم تسقط النظام، وفضحت بعض أساليب المعارضة “المرتزقة الحالية”، وكذلك بعض الزملاء الصحفيين الطامعين الانتهازيين، وكذلك نجحت هذه الحملة في هز عرش النظام ومضايقته كثيرا، على الأقل في مكونه الأسري الداخلي، وبعض ملامح استقراره الهش، في الجانب المصرفي والاقتصادي عموما، مؤثرة بقوة على نشاط البنك العام لموريتانيا، ودافعة سعر سجائر مارلبورو إلى التصاعد، ومذبذبة بعض التحويلات، ذات الطابع “الخيري” ولو ظاهريا، مما أثر على نشاط مستشفى العيون، التابع لخيرية بوعماتو أو فيليب موريس، على رواية البعض، مالك شركة السجائر الأمريكية، مارلبورو العتيدة، الواسعة الثراء والإنتشار، والتأثير السلبي في صحة المليارات من سكان العالم برمته.
أجل فضح المعارضة، وخصوصا المنسقية، لأنها غامضة المعايير في التأييد والمناصرة، وكذلك المعارضة والمناهضة.
فما هو مردود بوعماتو على الوطن، لتدافع عنه بقوة وصراحة معارضتنا الموقرة، وخصوصا منسقيتنا؟.
إن بوعماتو متهم محليا ودوليا بتبييض الأموال، وجمع ماله بأسلوب مفعم بالفضائح الأخلاقية والسياسية، واستغلال كل شيء، وكل معنى يجلب المال الحلال أو الحرام أو المشبوه، واستغلال الرؤساء المتعاقبين، واستغل أطر البنك المركزي، خصوصا صديقه المشبوه “بن حد”، والذي عينه مستشارا في “سونمكس” لمهمة محددة تم تنفيذها بإتقان لصالح بوعماتو قبل أن يعيده إلى البنك المركزي، وأخفى بوعماتو هذا، وثائق 18 مليار أوقية، أخذت بصورة غير مفهومة، وغير طبيعية من البنك المركزي، حسب تصريح ولد عبد العزيز، لأحد المنتخبين، وتلاعب بموضوع الطاقة “سوملك” وأرهق “سوماغاز” بالفوائد والديون الخيالية، واستغل اسنيم، وإقتحم كل الميادين مدفوعا، بقوة الحكم، أيام معاوية، وأيام انقلابات أبناء عمومته، ورفض تسديد الضرائب كما هي، ولو لمرة واحدة، حسب شهادة الرئيس الحالي، وراء الجدران.
ولم يغلبه أحد في قطاع القضاء الهش الأعوج، وظل نافذا في إدارة الضرائب وقصر العدل الأعوج، إلى أن يسر الله ثغرة في العلاقة القوية مع الانقلابي المستبد العنيد المتقلب عزيز، فخرجتم، يا أقطاب المعارضة والمنسقية، على وجه الخصوص، لا تلوون على شيئ، مظلوم، مظلوم….، مظلوم….، أين كنتم، ما هذه المعايير المزودجة المضطربة الغامضة، في اتخاذ القرارات وتدبيج البيانات الرنانة الخادعة، إنكم والله، أشد ظلما لهذا الشعب، من بوعماتو وعزيز نفسه؟.
لأنكم تعرفون، ما لا يعرفون عن حق الشعوب في تقرير المصير والنضال والتوق لرفع المظالم الكثيرة المتنوعة، ومع ذلك يوظفكم “برلكسوني موريتانيا” في مخططه الإنقلابي الرئاسي، بسهولة إلى هذا الحد، لقد سقطتم في الفخ وإلى الأبد، إلا من تاب منكم من قريب، قبل فوات الأوان.
مهرجانات بعضكم الراهنة، مدفوعة الثمن، ما بقي من مال المصرف الربوي المافوي GBM ودخان مالبورو القاتل، فكيف تردون، والأرقام موجودة، ضد التكتل خصوصا وأحزاب أخرى نعرفها، وسنكشف فضيحتها المدوية في الوقت المناسب.
أين الشعب، والمصلحة العليا للشعب، أم أنكم تحجرون عليه، فلا ترون مصلحته إلا من خلال رؤيتكم الانقضاضية النفعية الضيقة، المكشوفة، لقد فقدتم بمواقفكم مع بوعماتو، ما لم يكن يمكن تصوره في وقت قياسي محدود، ووجد النظام فيكم فرصته الذهبية، التي أنقذت بعض أسهمه المتهالكة، في كل مجال وميدان.
وأما قصتكم مع فبركة إعلام “إفريقيا فرنسا”، وجرائدها ونوابها، فتلك حماقة، ما مثلها حماقة، يا بداة زمانكم، وهدام مكاسبكم وسمعتكم الكبيرة، قبل حلولكم في ساحة GBM، المهللة، الضعيفة السبك والتركيب، ما بين تبييض الأموال العامة والخاصة، وغيرها، وقمة رداءة استغلال النفوذ السياسي السلطوي، خصوصا أيام الثنائي معاوية الحليم المخدوع، وأحمد ولد الطايع المفتون بحب المال، دون تمييز.
وأما فضيحة الصحافة، فأسألوا عن كتاب أحد الزملاء، طبع على نفقة بوعماتو وسلمه ولد الدباغ مبلغ ثلاثة ملايين أوقية، هدية فحسب، وآخر تسلم قبل أيام قليلة، 30 ألف يورو (12 مليون أوقية) مقابل مقالات مطبلة في صحيفته الفرنسية، الواسعة الإنتشار في رفوف المكاتب، مدير التحرير سافر إلى مراكش، مقابل 30 ألف أورو، سعر قهوة بوعماتو، في أحد المطاعم الفاخرة في اسبانيا، وللقصة بقية.
ولا داعي “لتجراح الرك”، أكثر مع الزملاء البوعماتيين المعروفين بالسمت والصورة، فهم كثر في هذه الأيام، طمعا وطلبا للمزيد، دون حساب للعواقب.
كما ضايق بوعماتو النظام القائم، وفعلا إن لم يتوقف هذا النزيف الداخلي، على مستوى المكون المدني الأسري، لهذا النظام ذى الطابع العسكري والقبلي، فإنه سيسقط قريبا، بإذن الله، على يد انقلابي جسور من المنطقة الشرقية، على وجه الخصوص، إنهم يرقبون المشهد بتلهف وحذر وحساب دقيق، قد يفاجئ، من يظنون بأولئك البساطة أو القصور.
باختصار بوعماتو المثير، فضح المعارضة، وما كان حامدو بابو ببعيد، وغيره من أجنحة المعارضة الأخرى، وبعض أحزاب الموالاة المترددة مثل حزب “الإصلاح” والحزب الموريتاني للعدالة والديمقراطية، الذي انعقد المهرجان بإسمه، وقسم الموالاة على وجه العموم.
وأكرر فضيحة بعض الزملاء -سامحهم الله- للأسف البالغ، فالاشتراكات مهما كانت ملوثة، تسدد بعض الإيجار والنواقص المالية الكثيرة المتراكمة.
ومضايقته للنظام، إن لم نقل هز عرش النظام، من وسطه وعمقه الأسري، بتخطيط من ثعلب الأنظمة المتعاقبة، الرئيس السابق العسكري القبلي، إعل ولد محمد فال.
سبحان الله، إن موريتانيا مشروع دولة فحسب، في أحسن الأحوال، وليست دولة بالمعنى الصحيح، وإنما “فركان” وقبائل وإمارات، وقريبا ربما، سيصطلح الخصمان فجأة، ويقرعون الطبول الإنتخابية الموحدة، ضد المنسقية، وضد أغلب سكان هذا الوطن المطحون المغدور المختطف إلى حين، وقد يطول السجال المثير الممزق، لا قدر الله، إن لم نقل جميعا بصوت جوهري موحد جاد مسالم، ارحل يا رئيسنا الإنقلابي المزور عزيز،DEGAJE .
اللهم سلم…سلم…، لتحل المرحلة الإنتقالية المرتقبة، بعيدا عن تصفية الحسابات بعنجهية وكراهية وحقد، فالأمر موريتاني صرف، وعلى الطريقة الموريتانية، الدهاء والتسامح.
اللهم سلمنا من سائر الفتن، ما ظهر منها وما بطن.