مبادرة موريتانيا أولا ..اختبار لحسن النوايا
جاءت مبادرة رئيس الجمعية الوطنية السيد مسعود ولد بلخير في محاولة منه لحلحلة الأزمة السياسية التي تعيشها بلادنا منذ فترة ليست بالقريبة، وعلى الرغم من الأهمية والآمال المعلقة بهذه المبادرة، الا ان اطراف المشهد السياسي لم يتعاملوا معها بالجدية التي تراعي حساسية الوضع السياسي والاقتصاد المتردي نتيجى للأزمة السياسية، ضاربين عرض الحائط بالمصلحة العليا للبلد، مغلبين في الوقت ذاته مصالحهم الآنية والفئوية الضيقة .
في الحادي عشر من شهرفبراير الجاري، وفي وقت ينتظرفيه المشهد السياسي المتأزم طوق نجاة يخرجه من عنق الزجاجة، جاءت مبادرت رئيس الجمعية الوطنية السيد مسعود ولد بلخير كمبادرة الفرصة الأخير الغير قابلة للتفويت، على الأقل بالنسبة لمن له نية حسن للخروج بالبلاد من ازمتها الخانقة، الا ان الفسيفاء التي تكون المشهد السياسي طغى عليها لون واحد ألا وهو اللون الذي يريد وأدالمبادرة في مهدها.
وبدا ذالك جليا في التمثيل المتواضع الذي حظيت به فعاليات إعلان المبادرمن جميع الأطراف دون استثناء، فقد غاب عنها بالإضافة الى غياب التمثيل الحكومي بعض اهم رموز المعارضة مثل السيد أحمد ولد داداه رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية احد اهم وابرز احزاب منسقية المعارضة… كما جاء تمثيل الأغلبية متواضعابإيفاد نائب رئيس حزب الاتحاد من اجل الجمهورية مما اطفي قتامة على المشهد المتأزم اصلا، كما ان التصريحات المصاحبة لفعاليات المبادرة من بعض اطراف المشهد بأن المبادرة لا تتماشى معقناعاتهم-معللين بذالك مقاطعتهم لها- اثرت بشكل سلبي هي الأخرى، ضف الى ذالك ما سبق الإعلان عن المبادرة من اتهامات متبادلة بين جميع الأطراف برفض المبادرة جملة وتفصيلا، سواءا في ذالك المعارضة و الأغلبية المتذبذبة بين انكار وجود الازمة والاعتراف بها تارة أخرى، كما ان التقطية الإعلامية التي حظيت بها المبادرة من الإعلام الرسمي جاءت باهتة لا تتماشى وحجم الحدث.
كل هذا يأتي في نسق متاغم يوحي للمتأمل للساحة السياسية بأن الفرقاء السياسين ليست لهم نية صادقة للخروج بالبلاد من ازمتها، أو انهم مستفيدون من بقاء الوضع على ماهو عليه او……..، الله اعلم
المحصلة ان المواطن هو المتضرر الوحيد من هذه الوضعية الراهنة ويسأل سياسييه سؤال مشروع وله مسوغه، اليس منكم رجل رشيد؟
سيدن ولد السبتي