من هو عبد الحميد أبو زيد القيادي في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي؟
توصف كتيبته –”كتيبة الصحراء”- بأنها الأخطر، حيث أنها حصرت تحركها على سيارات الدفع الرباعي ليلا مع إطفاء الأنوار، مع الاختباء في أماكن مموهة في النهار لتضليل المراقبة الجوية. من هو عبد الحميد أبو زيد القيادي البارز في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي أعلن عن مقتله بمالي في غارة جوية فرنسية في 23 فبراير/شباط المنصرم دون أن تؤكد السلطات الفرنسية الخبر.
تكتفي باريس حتى الساعة بعدم تأكيد ما تناقلته وسائل إعلام جزائرية حول مقتل عبد الحميد أبو زيد أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. واختارت مختلف الصحف والقنوات الفرنسية طرح التساؤلات عن مصير أبو زيد الذي ذكر الإعلام الجزائري خبر مقتله في غارة جوية فرنسية في 23 فبراير/شباط المنصرم على منطقة إيفوغاس في شمال مالي. وفي حال تأكد الخبر تكون باريس قد حققت إنجازا نوعيا في تدخلها العسكري في مالي، فالرجل الذي يعتبر أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يعتبر وريث عبد الرزاق البارا “أهم مدبري خطف 32 سائحا أوروبيا في جنوب الجزائر في عام “2003. من مواليد عام 1965 كانت بداياته الأولى بعد التحاقه بجبهة الإنقاذ الإسلامية ثم بـ”الجماعة الإسلامية المسلحة” سنة 1994.
انقطعت أخباره بعد فراره من الأمن الجزائري في التسعينات ليظهر في وقت لاحق عام 2007 نائباً لأمير كتيبة “طارق بن زياد” أو ما يعرف بـ “كتيبة الصحراء” التي قادها عماري صايفي الملقب بـ”عبد الرزاق البارا”. وأبوزيد الذي يقدم باعتباره أحد قادة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بمنطقة الساحل، اسمه الحقيقي محمد غديري، وهو جزائري، ظهر لأول مرة في 2003 كمساعد لعمار الصايفي الملقب بعبد الرزاق “البارا”. يصفه الرهينة الفرنسي السابق “بيار كامات” الذي استعاد حريته في فبراير/شباط 2010 بعد 3 أشهر من الاختطاف في حديث سابق لمجلة “جون أفريك بأنه قصير القامة، ضعيف البنية، لحيته ضعيفة، في الخمسين من العمر” ويقود عبد الحميد أبو زيد الذي يوصف بالرجل القاسي والعنيف والمتعصب، الجناح الأكثر تطرفا في “القاعدة”، فجماعته كانت أول جماعة أعدمت رهينة هو البريطاني أدوين دير في يونيو/حزيران 2009، وكانت عملية الإعدام هذه الأولى لأجنبي منذ اختطاف وقتل رهبان تبحرين في العام 1996 في الجزائر. ويقول عنه أنيس رحماني مدير عام يومية “النهار” الجزائرية: “الرجل هذا شديد التطرف ولا يفاوض”. ولد هذا الإسلامي الجزائري في مدينة توغورت الصحراوية التي تبعد نحو 600 كلم عن العاصمة، وكان عضوا في “جبهة الإنقاذ الإسلامي”، هرب إلى الجبال الجزائرية في بداية تسعينات القرن الماضي والتحق بجماعة مختار بلمختار وانضم إلى “جماعة الدعوة والقتال” السلفية المسلحة. وتعود أولى أعمال أبو زيد المسلحة إلى العام 2003 حين وجهت إليه وإلى عماري صايفي الملقب بـ”عبد الرزاق آل بارا” اتهامات باختطاف مجموعة من السياح الأجانب، من ثم اتهم باختطاف نمساوي وزوجته في الجزائر في فبراير/شباط 2008 وأيضا سياح أوروبيين منهم أدوين دير، بمالي في العام 2009. كما أن الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو، الذي أعدم في يوليو/تموز 2010، كان في قبضته .
أصبح عبد الحميد أبو زيد زعيما من زعماء “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، حسب أنيس رحماني، بعد إلقاء القبض على عدد من مسؤولي التنظيم وإبعاد عدد آخر منهم عن مراكز القيادة. ويضيف الصحفي الجزائري المذكور: “لم يتلق أبو زيد، مثله مثل يحيى أبو الحمام، تعليما مهما، ولم يكن من الذين يحددون توجهات الحركة”. ولكن أبو زيد كان على اتصال مباشر مع قيادة التنظيم الأم وتحديدا مع المصري أيمن الظواهري، و”سعى إلى لفت انتباه قيادة التنظيم في باكستان، والتي اعتبرت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تنظيما محليا غارقا في مشاغله الخاصة” حسب ما يرى جان بيار فيلي، مؤلف كتاب “الحياة التسع للقاعدة” في حديث مع مجلة “الإكسبرس” الفرنسية. ويذهب مراقبون إلى أن جماعة عبد الحميد أبو زيد أشد خطرا من جماعة بلمختار، بسبب عدد عناصرها الذي يفوق 40 فردا، واعتمادها على تكتيكات جديدة لم تعرف بها جماعة بلمختار من قبل، منها حصر التحرك بسيارات الدفع الرباعي ليلا مع إطفاء أضواء السيارات، والثبات في مخابئ مموهة في النهار لتضليل المراقبة الجوية.
وكان موقع تلفزيون جزائري خاص ذكر الخميس أن عبد الحميد أبو زيد قتل مع 40 إسلاميا في شمال مالي وتم توقيف ثلاثة مقاتلين إسلاميين من قبل القوات الفرنسية. وقال موقع قناة النهار الجزائرية الخاصة إن “القوات الفرنسية أوقفت ثلاثة إرهابيين قرب تيغارغار” في شمال مالي و”حسب مصادر أمنية فإن القوات الفرنسية اكتشفت جثث أربعين إرهابيا بينهم أبو زيد.
فرانس 24