الكنتي؛ ناقص ما لا نهاية
الزمان – كتب عبدوتي ولد عالي :
رغم ما يحيل إليه هذا الاسم “الكنتي” من معاني النبل والشهامة والشجاعة والعفة، فإن “الكائن” الذي نعنيه هنا، هو مجرد “تجسيد بيولوجي عفن” للمفهوم الرياضي “ناقص ما لانهاية”.
تولى هذا “الكائن الجبان” يوم الزحف “كعادته”، فلم ينبس بكلمة وحدة حول “تشريحي” له في مقال “الكنتي أنصاريا”، لعجزه عن ذلك، وبدل من المواجهة، تشاغل بتذكيرنا -دون أن يدري- بمناقب حزب تواصل: الحزب الوحيد في البلاد الذي حقق انتقالا ديموقراطيا “حقيقيا” في قيادته، الحزب الذي يتيح التعبير الحر لمناضليه وقادته، الحزب الذي يجدد دماء مناصبه القيادية، مهما بلغت أهميتها وحساسيتها، ليتيحها لجميع مناضليه دون استثناء أو تمييز.
ثم ينشر “الكائن الحسود” -دون وعي- فضائل وخدمات “التواصليين” التى قدموها لشعبهم (وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود): جمعيات ومؤسسات تكفل اليتيم، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الدهر، تعلم الجاهل، وتدعوا الناس للخير، وتحثهم على صنائع المعروف.
طبعا نسي “الكائن المتزلف” أن يذكرنا بـ”مناع للخير معتد أثيم …” تولى كبر إغلاق “موارد الخير” هذه، و تحمل في صحيفته “الشمالية” تشريد آلاف اليتامى، والأرامل، وطلبة العلم، استدرار “للمال الحرام” من “قارونات” الأعراب و”سفاحيهم”.
برغم حساسية “الكائن المنافق” المفرطة من قضية “رجل الظل” فإنه يصر على إضافة حملة الأغلبية إلى “محمد”، مجردا، في بداية مقاله وفي نهايته، ولست أدري ما الذي ينقمه من الجنرال غزواني حتي يجرد اسمه، أم أنه يريد أن يندفع “برجل يقدمها النفاق ويؤخرها الجبن” ليؤكد أن الحملة إنما هي حملة محمد ولد عبد العزيز وفقط؟ لا يلبث “الكائن الساذج” أن يكشف مقصده -دون وعي- حين يؤكد على أن النظام القادم ليس جديدا فيقول” أو عابر سبيل يطلب بلغة إلى نظام يحسبه جديدا…” إذن ما هوا بجديد حسب “الكائن الوطواط”.
ثم على طريقة الأطفال في حل تمرينات “الكلمات المتقاطعة” يحضر “الكائن الدعي” قاموسا للأمثال والتعابير العربية، ويستخرج نتفا من خطب شهيرة ليحشر ما قرأ منها بطريقة مبتسرة ومكشوفة، ليا بـ”ألسنته” وهي كثيرة، وتفيهقا، وتعالما، وكبرا ما هو ببالغه، يحاول أن يخدع بذلك تلاميذ الابتدائية و ما هم له بمنخدعين.
على أن الأطفال يستعينون بالقواميس لحل الكلمات المتقاطعة أما “الكائن المتحايل” فيستخدمها لكتابة “الكلمات المتقاطعة” ويحسبها مقالات، ثم يبدأ الرقص على “البلاغات الشعبية” التي كتب.
وحده “الكائن المخادع” ينخدع بادعاءاته، فيتصور نفسه على طريقة “دونكيشوت” بطلا مغوار لا يشق له غبار، مدعيا أنه واجه وانه أفحم ثم يهدد ويتوعد، بطريقة تكشف خفته، وتعكس إحساسه الداخلي المفرط بالنقص، ومحاولته المستميته لإخفاء جبنه وخبثه وجهله.
وعلى نهجه في “التناقض” و”الخسة” يبدأ “الكائن الأنصاري الجديد” في “حب من هاجر” إلى “حملة غزواني” من أفراد تواصل، ومن الأحزاب، ومن الصحافة -على طريقته الخاصة- بـ”السب والشتم” الذي لا يحسن سواه، وهو ما استدعى توضيحات من عدد من عناصر حملة الجنرال غزواني تعلن أن “قيء الكنتي” موقف فردي، لا يعبر عن الحملة، حسنا، يبدوا أن مقالي أفقد “الكائن اللاعب على حبال الجنرالين” بوصلته، وأصابه بالدوار، فقاء ما في جوفه.
تبدو ملامح الشخصية “السيكوباتية” واضحة على “الكائن النذل” فليس في قاموسه مصطلحات الأمانة والشرف والصدق والخير، بل كل المفاهيم المعاكسة لذلك، ورغم قساوة قلبه المنكوس “الذي لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا”، فهو لا يضيع فرصة لتمثيل دور المواطن الملتزم، وهو ما يثبت قدرته الكبيرة على ممارسة الغش والتحايل والخيانة.
آخر ما كنت أتصور أن يتحدث عنه “الكائن الدودي” هو “النظافة”، ولكن نفسه “القادمة من أنابيب الصرف الصحي في سرت” رمتني بدائها وانسلت، أيها “الصرصور القذر” من أجل نظافة صحيفتي اعتذرت عن عروض “أكرم الأمراء” واسأل جاليتنا في قطر، وفي سبيل صيانتها فقدت أعلى المناصب واسأل ولي نعمتك “اليابس، اللي ايبيبي من جي أف إي”، وحفاظا عليها هجرني أعز الأصدقاء و أقرب الأقارب، واسأل وزراء ولي نعمتك ومستشاريه، ورؤساء وزرائه، لذلك أعيش “الكفاف” بطعم انتصارات كتائب “عز الدين” القسام “الاخوانية”، وتعيش “الرخاء” بطعم “مجاري” القصر الرمادي.
يلمح “الكائن الإبليسي” إلى ياء “الملكية” في اسمي، في استحضار بغيض لعنصرية مقيتة، تصدر من نفسية معقدة لئيمة، و”تلك شنشنة عنصرية ترافقه من أيام الصبا في كيفة حين كان بياض أرز موائد أهل “القديمة” يعميه عن سواد جلودهم” حسب التعبير البليغ للصحفي “المخضرم” باباه ولد سيدي عبدالله.
من الطبيعي أن لا يفهم هذا “الكائن الوضيع” اسمي، وموقعي، ومكانتي الاجتماعية، فهناك مسافة بملايين السنوات الضوئية بين “مدارج الأفلاك” و”مسابح الأسماك”، يصعب على أمثاله من محدودي الثقافة والخيال، مجهولي الهوية، المقتاتين على الفضلات، الوالغين في وحل المستنقعات الآسنة، تصورها، أيها “الكائن السرتي” إخسأ فلن تعدو قدرك.
استطيع بقلمي، “النظيف”، إحالة هذا “الكائن الوسخ” إلى “حطام” و “إعادة ترتيب ذراته”، ومع ذلك فسوف “استحييه” “كنساء اليهود”، ولكن بطريقة “كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب”.
اعتذر للقراء فقد جرني هذا “الكائن النرجسي، الدنيء”، في هذا الشهر الكريم، إلى قضايا شخصية، وعبارات في مستواه، كنت في غنى عنها، لكن “السكات أفبل الجواب اندامة”.
“سبحانك الهم وبحمدك، أشهد أن لا اله ألا أنت، أستغفرك وأتوب إليك”
Abdouty Aly