من مراكش إلى أغادير مرورا ب”وين تيمدوين”
الزمان انفو /يوميات مسافر –
كان الشاعر العراقي عبدالباقي فرج هو آخر الملتحقين بالحافلة التي تقل “القافلة”، حيث عرجت عليه في حي “كَيليز” وسط مراكش، حيث يقيم. وبدأت الحافلة تتمايل في اتجاه مدينة “أغادير”، وغرَد البعض بالشعر، فيما بدا البعض الآخر منهمكا بشؤونه الصغيرة..وأحيانا يخيم الصمت على الجميع.
كانت مغارة “وينتمدوين” هي المحطة الموالية، وداخ بعض المشاركين المغاربة، لرؤيته للجبال والوديان السحيقة، قبيل الصعود لأعالي الجبال المؤدية إلى المغارة.
وكان الأخ المغربي يونس العلوي في استقبالنا عند إقامة خاصة بزوار”المغارة”. وسرنا إلى حيث الشاي ومكان استبدال الملابس بأخرى تشبه ملابس عمال الإطفاء ..ووضعنا خوذات تحمل مصابيح لتضيء الطريق وسط المغارة المظلمة.
احتسى المشاركون كؤوسا كبيرة من الشاي قبيل الولوج إلى فوهة المغارة ..وكانت المياه الباردة التي تجري أبدا وسط الظلام تصدَُ البعض عن مواصلة الاكتشاف المثير.
صديقي العراقي عاد واستطاع إقناع الشاعرة زكية المرموق وآخرين بالبقاء والانتظار حتى عودتنا، نظرا لأسباب صحية ..واستمتع من بقي معه بنكاته وأدبه الجم.
وواصلنا شقَ الطريق في الماء البارد، نتوكأ على توجيهات “يونس العلوي”، وزميله يوسف، حيث قادانا وسط سراديب طولها 19 كلمتر، إلا أننا لم نتجاوز ألف متر، ورغم ذلك فقد سخَر لنا يوسف وزميله يونس زورقان ركبناهما في المقاطع العميقة.
كان البعض يرى الخفافيش بأم عينيه، لأول مرة. حين أرانا يونس العلوي بطاقة دعوة لحضور الأمسية القادمة قائلا:
ـ لقد أودعتها هذا الخفاش “موجها ضوء مصباح خوذته إلى كائن صغير وضعيف يتشبث بثدي صخرة تشكلت من قطرات الماء المنسكبة منذ مئات السنين.
وواصل يونس شروحه عن “المغارة” وشهرتها العالمية، وكيف تتشكل أقضبة الضخور من تراكمات الكلس التي تخلفها قطرات المياه..
احتسى الجميع جرعات من تلك المياه المنسكبة من أعلى ذلك “العرين” والتقط يونس صورا من مصورته المقاومة للماء..
واستأنفت الحافلة مسيرها وسط الجبال، الى مدينة”أغادير”، حيث ستكون أمسية شعرية، كانت مزيجا بين الشعر والقصة والزجل بأصوات جميلة وسط تصفيق جمهور قليل لكنه يعشق الأدب.
من يوميات مسافر/عبدالله محمدالفتح -يونيو 2015