مراسل يرصد توافد مقاتلين من ليبيا إلى شمال مالي
شمال مالي – الأناضول
اخترق مراسل وكالة الأناضول للأنباء حصون الجماعات المسلحة في مالي التي انسحبت إلى بلدة “تسكوكة” على بعد حوالي 50 كيلو متر من مدينة كيدال بشمال البلاد معلقهم السابق الذي دخلته القوات الفرنسية نهاية الأسبوع الماضي.
وقال المراسل الذي قام بجولة في المنطقة إن المئات من مقاتلي جماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد يحتمون بالتضاريس الوعرة والمغارات العميقة في منطقة تسكوكة من أي هجوم بري أو جوي تشنه القوات الفرنسية
ورصدت الوكالة أعداد من المقاتلين يعدون العشرات من الكمائن ويزرعون العبوات الناسفة التي يعتقد أن الفرنسيين وحلفائهم من القوات الإفريقية قد يسلكونها وسط الصحراء القاحلة.
ويحمل المقاتلون أسلحة مضادة للطائرات على متن سيارات تم طلاءها بالزيوت ثم تم رمي الرمال عليها حتى تتخفى من طائرات التجسس.
ورصد المراسل عدد غير قليل من المقاتلين قادمين من ليبيا وتحديدا من بنغازي ومصراتة، حيث احترفوا الحرب جيدا في عملياتهم العسكرية للإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.
ويقول أحدهم يدعى أبو محمد عطية الله المصراتي لمراسل الأناضول إن “أغلب المقاتلين اليوم يريدون النصر أو الشهادة وهي إحدى الحسنيين، فماذا يفعل بنا أعداءنا، قتلنا شهادة وسجننا سياحة ونفينا خلوة، تركنا لهم الدنيا وما فيها فلماذا يريدون إزهاق روح هذه الإمارة المباركة، ذنبها الوحيد أنها تريد تحكيم الشريعة فقط، لقد تركنا لهم الدنيا وما فيها فلماذا هذه الحرب إذا على المسلمين”.
ويقول سكان “تسكوكة”، لمراسل الأناضول إن طائرات عسكرية يرجح أن تكون تابعة للقوات الفرنسية قصفت ليلة الجمعة مواقع محددة تابعة للجهاديين في الجبال التي يتحصنون فيها.
ولا تبعد تسكوكة الحدود الجزائرية إلا بأقل من 30 كيلو متر، وهو ما يطرح إشكالية وجود قوات فرنسية على مقربة من الحدود الجزائرية بدافع محاربة الإرهاب، وكذا الحساسية الكبيرة للجزائريين من تواجدها خاصة مع ما خلفه الاستعمار الفرنسي في المنطقة من مآسي لازالت تلاحقهم لحد الأن سيما تعلق بتفجير القنبلة النووية في الصحراء على مقربة من شمال مالي.