دقائق مع سياسة بعض المراهقين
الزمان انفو – كتب محمدالأمين محمودي:
من ذكريات انواكشوط
مجموعة من الطلبة يقيمون بغرض “المراجعة” في غرفة كانت مخصصة لسيارة اسرة تقيم غرب سفارة فلسطين(كراج) ،ذات ليلة لم يتمكن اي منهم من اقناع اهله بأن يعطوه المصروف،وهنا عقدوا اجتماعا طارئاوقرروا فيه ان يتعشوا مهما كلفهم الثمن، فليل الشتاء طويل،اقترح احدهم خطة جهنمية ونفذوها.وهي خطة “تليق” بأبناء الأسر ” المحترمة”،سرقة “محافظة وتراعي الأصول”.
البسوا احدهم ملحفة وبرزوا صدره قليلا ببعض الأقمشة،وارسلوه الى الشارع مع صديق آخر،كان الملتحف طويل القامة ممشوق القد وكان مرافقه بدينا حد الترهل، وطلبوا منه اضافة جرعة من التكسر والتخنث، ثم خرجا في المهمة المستحيلة،وقفا امام الباب الكبير للسفارة الفلسطينية او ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية حينها.
،مرت السيارة تلو الأخرى دون ان تتوقف،وفجأة اذا بسيارة كورولا بيضاء تحمل لوحة ترقيمية حكومية “اس جي” يقودها حاكم مقاطعة معروف،طلب الحاكم من الملتحف الركوب والكشف عن الوجه فالنقاب غير محترم بحسبه، وفور ركوب الشاب ركب رفيقه في المقاعد الخلفية قائلا: السلام عليكم انا مخنثها وبيتي لن يستقبلكما الا بعد شراء بعض الأغراض،لم يعترض الرجل الذي ثبت عينيه على فخذي الملتحف،دخل الحاكم في بقالة كانت تسمى بقالة “تنادي” واشترى العشاء والغاز والشاي وعلبا من تفسكي ودخانا من نوع لاكي استرايك او الشاطئ الذهبي “كولد كوست” واغراضا لا اذكرها،سلمها للمرأة واستدار ليركب فنزل الشابان وقالا : نحن رجلان اهلكنا الجوع فان شئت تفضل لتشرب شايا بلا خطيئة ونضحك عليك منك، ضغط الرجل على الدواسة واوشك ان يصطدم بسيارة قادمة من جهة المستشفى.
قرروا بعد اسابيع اعادة العملية في “تن اسويلم” حين احسوا مسغبة اخرى في وقت متأخر،لكن هذه المرة توقفت شاحنة،ركب الشابان وفور جلوسهما شغلا اسطوانة الغنج والدلال عندها قال الرجل:لن تأكلي من جيبي انا قادم من بعيد وفلوسي ليست للنساء ولا المخنثين،لكن ان اردت ملاطفا فتفضلي، هما بالنزول وهما يضحكان بعد ان اخبراه خبرهما، اغلق عليهماالباب بالرتاج، وامسك الملتحف واخذ منه الملحفة والحذاء والساعة ورماه على الرصيف وواصل سيره حبوا في غيمة دخان باتجاه مدريد الذي لم يولد حينها وعاد الشابان برجلي حنين حافيين.
خلص الشبان بعد حادثة تلك الليلة الى ان قائد السيارة الذي يحب نساء اللهو ويعطيهن المال سيسعد الجميع وان الذي يحبهن دون ان يكون كريما معهن قد يفعل الأفاعيل ويحصل على مبتغاه وان نام شعبهن في شعابه بلاطعام.وان من لايحبهن لايستحق ان “يقود” سيارة.
تذكرتها
ابطال القصة جميعهم معنا في الفيس