الرفيق اتشافيز..ساكتب حتى اوقظ النيام..

altيقول الاديب والسياسي الانكليزي جوناثان سويفت “ان الأمم الفقيرة جائعة، وتلك الغنية متكبرة، والتكبر والجوع سيظلان في خلاف دائم “من هنا اخذ الراحل الرفيق هيكواتشافيز مكانه بين الجوعى والمحرومين والمطحونين في بلاد فانزويلا الحزينة التي سكبت دموعها بوداع قائدها وملهما وكل احرار المعمورة…

كان الرفيق اتشافيز بائعا للحلوى في شوارع سابانيتا كادحا فقيرا باحثا عن ما تسكت به جدته صفير امعائها الجائعة مشكلة بذلك جغرافيا مخيلته الثائرة على كل الطواغيت والاقطاعين رافضا قساوة الامبرالية وتعاسةالعابثين بالشعوب…

حين اصبح الرفيق المسافر اتشافيز الجميل رئيسا لبلاد فانزويلا , صار بامكان شعوب امريكا اللاتينية ان يكسروا الصمت الابدي المطبق فاتحين بذلك الاشتراكية عكس ما ارادت واشنطن وحلفاؤها..

كانت الحرية عند الرفيق الراحل هيغو اتشافيز قضية مقدسة وحق لكل الشعوب في مواجهة منه للانظمة الاستبدادية رافعا شعار التحرر من قيود الامبريالية والرجعية المقيتة..ولم لا وهو القادم من الاحياء الشعبية الفقيرة اذ لم يرث من عائلته سوى كرامة ضائعة ممزوجة بامال الثورة والـام الواقع المر..

احلام الرجل بالتغير وعشقه الدائم للمسحوقين والمستضعفين كلها عوامل جعلت الشعب الفنزولي يلقبه برئيس الفقراء وكان اهلا لذلك يسيرو في الازقة ويتجول في الاسواق يتحدث في برامج شعبية بامتياز وليس برنامج ” الو الرئيس” التلفزيوني الا دليلا على ذلك..

عودنا الرفيق الراحل هيغو اتشافيز على مناصرته للحق ووقوفه مع القضايا العدالة وليست ايام الهجوم على قطاع غزة الجريح ببعيدة حيث طرد بشكل فوري سفير الكيان الاسرائيلي البغيض ..

ومن قبل حين كان العراق محاصرا في عهد شهيد الحج الاكبر صدام حسين كسر الرفيق اتشافيز بطائرته الحصار وتجول في بغداد في وضح النهار..وكذلك في ليبيا ايام الزعيم معمر القذافي..

اليست هذه كلها مواقف تجعلنا نقف وقفة اجلال لمن قدم عمره من اجل الادمية المسحوقة وكان نصيرا للقضية الفلسطينية وهي تمر باحلك ايامخها في وقت تخلى عنها الخلان وتجاهلعا الاصدقاء ..

كما نزفت حشاشة قلبه حزنا على العراق الذبيح..والجماهرية الليبيىة الممزقة وتذكروا دائما ان من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. وليدعونا المرجفون من صكوك الغفران التي يوزعونها صباح مساء بغير وجه حق لحاجة في نفوسهم ؟ام لضيق فهم؟

وقد يقول قائلون من الرجعين انني كتبت كلاما كفرا بواح حين سطرت حكاية رجل ظل رفيقا لكل الفقراء والقابعين خلف جدران الظلم والتهميش والاقصاء والنسيان في مواجهة منه لذلك الغنى والتكبر والصراع الدائم من البقاء ليكون بذلك اسطورة خالدة في تاريخ البشرية ومثالا حيا لمواجهة القوى الرجعية التي لا تقبل الاخر الا تبعيا لذمامتها ومتاجرتها باحلام البشرية ومن اراد الخروج عن صومعتها الجامدة يكون يساريا بمنطقهم المتزمة الضيق ..

لكن اليسارية التي ننتهجوها ايها القابعون وراء الاحكام المسبقة اننا نقف جنب المظلوم ونشاطر الانسان في ادميته ونعشق الفقراء ونرفض الاستعباد والدكتاتورية…

وليس ما شاهدناه مؤخرا حين اراد البعض ان يتحدث عن مكانة الرفيق الراحل هيغو اتشافيز الا برهانا على مانقول فصدق ايسوب الاغريقي حين قال” نشد التعيس الراحة في مصائب الاخرين”فماذا ستقولون عن دموع الشعب الفنزويلي الذي بكى يوما على اطفال غزة والعراق وليبيا وافغانستان وهو يبكى اليوم على رحيل قائده وملهمه ورئيسه..ايها الرفيق الراحل..ساكتب واكتب من اجلك حتى اوقظ النيام.

الشيخ المهدي ولد النجاشي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى