حريتي خط أحمر
وتستمر الاعتقالات الليلية وإهانة الشباب المسالمين، لا لجرم ارتكبوه سوى ممارستهم لحق التنقل الذي يكفله لهم الدستور. والغريب في الأمر أن رجال الأمن لا يمسكون إلا بالراجلين، أما أصحاب السيارات فهم منزهون عن المساس بالأمن!
إخوتنا في الأجهزة الأمنية أنتم ربما أول من يعرف أن اللصوص والقاعدة والمجرمون يملكون سيارات بل ويملكون أغلى السيارات. ملاحظة أخرى هي أن كل المعتقلين الليليين هم من المدنيين ولكن لا غرو فنحن نعيش في دولة العسكر منذ 1978.
ومنذ ذلك اليوم وهم ينظرون إلينا نحن المدنيين (سيويل) بنظرة متعالية لا يخاطبوننا إلا زجرا ولا ينظرون إلينا إلا شزرا وذلك رغم أننا نحن من يدفع رواتبهم.
ستتعالى بعض الأصوات ممن اعتادوا الخنوع أن المؤسسة الأمنية والعسكرية هي خط أحمر! سادتي، حريتي أنا في التنقل هي أيضا خط أحمر وكرامتي كإنسان هي الأخرى خط أحمر حتى إن توجهي السياسي أحمر!
ما كل هذا التقديس لهؤلاء؟ ألأنهم حماة الديار؟ هي وظيفة ككل الوظائف لا يرغم أحد على ممارستها، يدفع مقابلها راتب نهاية كل شهر. وهنالك الآلاف المستعدون للقيام بها ويمنعهم فقط ضعف الوساطة!
المدرس هو كذلك خط أحمر وقد رأينا كيف عومل المعلمون والأساتذة في إضرابهم الأخير وما لا قوا من ضرب وتنكيل! وعمال المناجم خط أحمر مع أنهم يتعرضون للإذلال وحتى للقتل بدم بارد!
الأمر أبسط من هذا: قدسيتهم تكمن في أنهم يحملون سلاحا ونحن لا نحمله، لكن حين يطلب منهم استخدامه لدحر عدو أو للدفاع عن حدود، ينقلبوا على الحكم ويسجنوا الرئيس!
تذكروا جيدا، نحن من يدفع رواتبكم ومن يشتري أسلحتكم وسياراتكم وملابسكم ولا نطلب الكثير. عاملونا فقط بقدر من الاحترام لنعيش في وطن يضمن فيه لكل حقه، لا يزدرى فيه أحد.
عاشت قيم الجمهورية!
ويستمر النضال!
محمد السالك ولد ناجم