من مذكرات اليم/عبدالله محمدالفتح
من منا لم يقرأ للشاعر الرائع الراحل نزارقباني.. أيام الدراسة..ومن منا لم يغرم بهذا الشاعر الفحل أيام طفولته، إن أنس لا أنسى أيام كنا نتردد على المراكز الثقافية بالعاصمة انواكشوط وخصوصا المركز الثقافى السورى ..وكنا نصطحب معنا دفترا لنقل ما تيسر من قصائد لفحول الشعراء ..وكان نزار ينال الجزء الأكبر من ذلك الإهتمام بالنسبة لى .وكنت لا أزال كلما سرح بي الخيال تتراءى لى تلك الأيام المطرزة باشعار نزار..وأحيانا أجدنى ألقي من شعره:
لم أكن أشعر فى أي أسى
لم أكن أشعر فى أي حزن
فقد كنت أعرف أن أحلامك أن تلتقطى بدويا عاشقا
يرهن التاريخ عند امرأة
ويبيع الله فى جلسة جنس وطرب
فألف مبروك سيدتى وأدام الله بترول العرب ………………………………… وحين أركب الموج، ويذهب بنا الحديث بعيدا- تعبر ذاكرتى تلك المقطوعة (القرار)،التى طالما رددتها على مسامع الشلة ، التى تفضل لعب الورق على ما أسمعها ،رغم أنف البعض، ألقيها بصوت عادة ما يكون جهورى:
إني عشقتك و اتخذت قراري ..فلمن أقدم يا ترى أعذاري ..لا سلطة في الحب تعلو سلطتي.. فالرأي رأيي.. و الخيار خياري ..هذه أحاسيسي فلا تتدخلي.. أرجوك بين البحر و البحار.. أنا النساء جعلتهن خواتما بأصابعي ..وكواكبا بمداري ..إني احبك دون أي تحفظ و أعيش فيك ولادتي و دمارِى ..إن كان عندي ما أقوله سأقوله للواحد القهارِ… ماذا أخاف ومن أخاف ..أنا الذي نام الزمان على صدى أوتاري ..سافرت من بحر النساء ولم أزل من يومها مقطوعة أخباري ..أنا جيد جداً إذا أحببتني ..فتعلمي أن تفهمي أطواري ما عاد ينفعك البكاء والأسى فلقد اتخذت قراري ————————
هذه صفحة من( مذكرات اليم)،كتبتها قبل سنوات و أردت إشراك القراء الأعزاء في قراءتها ..وتذكيرا للإخوة والزملاء الشهود على تلك الأيام علها تستدر أقلامهم فيكتبون، فمن بينهم من لديه قلم سيال إلا أنه لا زال يحجم عن النشر وإن بال قلمه من آن لآن خربشات ذهبية رائعة.