ولد محمودي يشطح دفاعا عن المحظرة
الزمان انفو – كتب محمدالأمين ولد محمودي :
قدر لي في طفولتي ان انقل الى بلدة اهلي في الريف، وطبعا كان علي ان انضم لدولة من دول المحظرة.
كنت فاشلا جدا، او لنقل انني كنت اكتب اول اسطر النظم وبعد ايام اسافر الى آخره فالمهم ان ارسل رسالة الى الأهل في انواكشوط ليبعثوا لي الفواكه والشوكولاتة لأعزم افراد دولتي فقد ” انهيت كتابا”،كنت اعتقد انني اخدعهم والحقيقة انهم كانوا يريدون فقط مكثي في الريف وتعلم ابروتوكولات القرويين منذ الصغر.
طبعا لم يعجبني الحال والانضباط الى ان اكتشفت لكلاسيكو الكروي وهو لقاء يومي بين المدرسة والمحظرة وكانوا يعتبرونني مدرسيا لأنني امكث السنة الدراسية اغلب الأحوال في انواكشوط.
كنا الفائزين دائما الى ان انفتحت المحظرة على الأجانب من السنغاليين والجزائريين وهنا درات الدائرة علينا وصرنا الحلقة الأضعف.صرنا مرابطي المدرسة في مواجهة مع اسود التيرانغا ومحاربي الصحراء.
لم استفد من المحظرة وكنت اكره حد التعقد صديقي حنفي ولد دهاه Hanevy Dahahومحمد الطلبة وغيرهما لأنهم جميعهم يستفيدون ويقرضون الشعر ويعرفون السير وتفاصيل اللغة من نحو وبلاغة وصرف، اما انا فلا.
وكان جهلي بالعلم هو مبعث حقدي عليهم وعلى المحظرة.
مرت السنون والعقود والتقينا كبارا في انواكشوط وفي دول عربية وغربية، كان حنفي قد اصبح عالما لغويا، وفقيها مع وقف التنفيذ اما الآخرون فصاروا علماء وفقهاء و اساتذة في جامعات بالشرق والغرب وبعضهم اضاف معارف ولغات الى مكتسباته المحظرية.
هنا ايقنت انهم نهجوا الطريق السليم وتعلموا بصبر طويل اما انا فألجأ اليهم دائما في اشكالاتي اللغوية والفقهية الى هذه اللحظة لأنني لا اعرف.
الأكيد ان في الكتاتيب وليس المحظرة من ضربوا وعذبوا ،لكن ذلك لايعني ابدا ان نلعن مؤسسة تعليمية فقط لأن معلما من معلميها اساء ومارس الشطط في استخدام السلطة.
المحظرة هناك تدرس من هم في سن مابعد العاشرة ويعاملون باحترام لأنهم لايحتاجون التأديب لمعرفتهم بأنهم كبروا ودخلوا التنافس.
اما في الكتاب فأطفال بين يدي رجل قد يكون محترما وانسانيا وقد يكون غير ذلك للأسف.
وفعلا في الكتاب عانى اطفال وسكتوا على معاناتهم ظنا منهم انها جزء من العملية التعليمية.