كلمة رئيس المجلس الدستوري حفل تنصيب الرئيس غزواني
الزمان انفو – ألقى رئيس المجلس الدستور ديالو ممادو باتيا كلمة أثناء حفل تنصيب الرئيس محمد ولد الغزواني، أشاد فيها بالرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز خاصة ما يتعلق بتشبثه بالتناوب الديمقراطي، كما أثنى على برنامج الرئيس الجديدة قائلا إن تطبيق سيعزز المكاسب ويرسخ دولة القانون.
وفيما يلي النص الكامل لهذه الكلمة:
“السيدات والسادة،
إذا كان هناك من يستحق الشكر من أجل هذا اليوم الذي لا ينسى؛ فهو شعبنا لما تميز به من حكمة ونضج سياسي. كما أن أحد أبناء هذا الشعب يستحق الشكر بشكل خاص وهو الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
السيد الرئيس لقد كان بإمكانكم، دون شك، السير في الطريق الصعب لتعديل الدستور اعتمادا على ما تحظون به دعم شعبي، لكنكم لم تفعلوا وتجاهلتم كل المطالبات والضغوطات وقلتم لا، رغم كل الصعاب. وهو ما يذكر بما واجهه الآباء المؤسسون لجمهوريتنا. السيد الرئيس عزيز، كما يلقبكم شعبكم تَحبّباً، لقد كانت لي الفرصة أن أتعرف عليكم كأحد مساعديكم الأقرب لسنوات عديدة، وأستطيع أن أشهد، وأنا محلّف، بأنكم كنتم دائما ثابتون على هذا الموقف. لقد كنتم دائما تقولون، وأستشهد بكلامكم: “ما يهم ليس شخصي فأنا لست خالدا وسأغادر السلطة يوما ما بطريقة أو بأخرى وما يهم هي موريتانيا التي أردناها سنة 2005 ودافعنا عنها بأرواحنا: موريتانيا مستقلة ذات سيادة ديمقراطية وتعتمد على نفسها في أمنها وتنميتها. فهي المشروع الذي أحمل وهي التي ستبقى بغض النظر عمن يحكمها”. ولقد لزمتم كلمتكم ووفيتم بعهدكم. وبهذا التصرف رسختم التناوب الديمقراطي في بلدنا. وأنا واثق من أن من سيخلفونكم لن يفكروا في التراجع عن هذا المكسب العظيم لديمقراطيتنا. وهكذا يكتب تاريخ الشعوب، وسيحفظ لكم التاريخ-السيد الرئيس- أنكم كتبتم فصلا رائعا في تاريخ الديمقراطية الموريتانية، كما لن تنسى الأمة الموريتانية لكم هذا الفضل. ولأجل كل هذا ولأجل كل ما فعلتم لبلدنا في السنوات العشر الأخيرة: شكرا السيد الرئيس.
السيد الرئيس المنتخب، لقد عرفتكم أيضا، فقد عملت معكم لمدة خمس سنوات على ملفات حيوية وهامة تتعلق بتحديث قواتنا المسلحة وقوات أمننا والدفاع عن حدودنا وحماية شعبنا ومكافحة الإرهاب. واستطعت اكتشاف موهبتكم العظيمة وصفات رجل الدولة لديكم وتعلقكم الكبير بالوطن وهو أمر ليس بالمستغرب على جنرال سابق مثلكم. والشعب الموريتاني محظوظ أن يخلف محمد ولد الشيخ الغزواني محمد ولد عبد العزيز. يخلفه في عالم متقلب ومنطقة تواجه كل التهديدات العنيفة غالبا وتكافح كل الدول فيها من أجل بقاءها واستمرار مؤسساتها. وأمام هذه التحديات الأمنية وتحديات البقاء تصبح كل الأمور الأخرى صغيرة وثانوية.
السيد الرئيس إن تطبيق برنامجكم الذي زكاه الشعب بأغلبية مطلقة في انتخابات بلغت نسبة المشاركة فيها حوالي 63 بالمائة سيعزز ويكمل المكاسب ويرسى دولة القانون والقيم السامية التي قامت عليها أمتنا الفتية والتي تحدثتم عنها كثيرا في حملتكم. واسمحوا لي، دون أن أضيع وقتكم، أن أعود إلى اثنتين من هذه القيم الأساسية. أولها: تعلق شعبنا بدينه الإسلامي. فنحن جميعا مسلمون سنيون مالكيون كما ورثنا عن أسلافنا وعلمائنا. إسلامنا متسامح يغذي السلام والتعايش بين مكونات الشعب. وأنا واثق من أن تطبيق برنامجكم سيعزز المكاسب على هذا الصعيد وسيستمر علماءنا في الإشعاع داخل وخارج بلدنا. أما القيمة الثانية فهي الوحدة الوطنية والتعايش بين مكونات الشعب. يجب ألا ننسى أن هذا البلد الذي قام على أيدي رجال أسسوا الأمة الموريتانية رغم الصعاب على أرض يتعايش فيها في وئام منذ آلاف السنين العرب والهالبولار والسوننكي والولوف. وهؤلاء الآباء المؤسسون هم من كل مكونات هذا الشعب نذكرهم جميعا ونستطيع أن نعدهم واحدا واحدا. لقد جعلوا تنوعنا غنى والإسلام أساسا للتعايش والوحدة رافعة لنهضة الأمة الموريتانية. تلك الأمة الجميلة التي يفخر بها جميع أبناءها. ومن يريد التشكيك في هذا الواقع ويزرع البغضاء والكراهية والعنصرية والقبلية فقد ضل طريقه وخان ما كان عليه سلفه والشعب الموريتاني لن يقبل ذلك وستظل موريتانيا موحدة وغير قابلة للتجزئة. ولذلك فإن برنامجكم، السيد الرئيس، في هذا المسألة يثير الكثير من الآمال وأنا واثق من أنكم ستسهرون على تعزيز وحدة شعبنا والقضاء على انعدام المساواة والفقر وإقامة العدل والمساواة في الفرص بين جميع الموريتانيين، في شرف وإخاء وعدالة كما يقول شعارنا الوطني. أعانكم الله في مهمتكم النبيلة.
ترجمة: مركز الصحراء