صدق “الوزير” ولد سالم و هو كذوب / سيدي علي بلعمش
الزمان انفو –
قال “الوزير” (الفرانكوفوني و الفرانكوفيلي، كما يقول عن نفسه بتبجح البسطاء و تنطط المرتزقة) سيدي ولد سالم ، إن النظام الحالي يسير على نهج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز .
أزعج هذا الكلام الكثيرين و طالب البعض بإقالة “الوزير” معتبرين أنه تجنى على “الرئيس” (البو) و على الدستور ؛ لكن ماذا قال ولد سالم هنا أكثر مما يردده الغزواني كل يوم الذي يعتبر ـ أكثر من هذا ـ علاقته الشخصية الحميمة مع ولد عبد العزيز التي “دامت أكثر من أربعين عاما” ـ جزء لا يتجزأ من شؤون الحكم.؟
لماذا لا يطالب هؤلاء باستقالة ولد الغزواني قبل “الوزير” حين كان يتبجح و يكرر أنه استمرار لنهج ولد عبد العزيز ؟
حين جمع ولد عبد العزيز ما تبقى في خزائن البلد و أجر طائرة خاصة و مر دون تفتيش إلى حيث يشاء ، نقول فقط :
ـ إذا كان ولد الغزواني رئيس الجمهورية فقد خان
ـ و إذا كان عزيز هو رئيسها الحقيقي فقد كذب ولد الغزواني .
هذا ما يقوله المنطق الحذر.
أما أنا فأؤكد بتهور متعمد أن غزواني خان و كذب معا . و كل يوم تطلع فيه الشمس على هذا البلد، سيكتشف الشعب الموريتاني بموالاته المريضة و معارضته العاجزة أنه وقع في شراك أخطر فخ نصب له عبر التاريخ.
لقد كان تعيين ولد عبد الفتاح و ولد اشروقة و بنت مكناس و كومبا با و ولد محمد خونا رسالة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الصريحة و الواضحة للشعب الموريتاني، لكن مفسري أحلام رئيس الجمهورية (بالوكالة) ، يحاولون بعناد رغم خجلهم الداخلي، أن يثبتوا أن مرحلة “البو” عابرة و أن الزعيم منزوع السلاح و الأظافر و الإرادة، سيبدي من الحزم و العزم، بعد “التحكم” أضعاف ما أبداه من خضوع و خنوع مخجل، متناسين أن الروح لن تعود إلى جلد عجل نصب على عود.
لقد ضاعت موريتانيا منذ وقعت في قبضة تجار الغش و التزوير و خونة ضباط مكنس .
و يبدو (مع الأسف) أن 4 سنين من حكم هيدالة و ابريكه و أزيد من 20 سنة من حكم معاوية و حوالي 15 سنة من حكم عزيز، كانت كافية لتحطيم إرادة شعبنا و قتل أي أمل لدى نخبه .
ما تعيشه بلادنا اليوم تجاوز حدود الخجل و الاستغراب : أن تقهرنا الأنظمة الهمجية فهذا أمر عادي تمر به كل الشعوب ، لكن أن تكون نخبنا بين هذا الانبطاح المخزي و هذا العجز المذل و بهذا الاتساع و هذه السهولة ، فهذا أمر مخيف ، لا علم لي بشعب عبر تاريخ البشرية وصل إليه بمثل شجاعتنا في الكلام و جبننا في الفعل.
لقد ضاعت موريتانيا مع الأسف ، حين تحكم أراذلها في كل شيء و أخضعت “نخبها” لعملية غسيل دماغ جماعي .
و مهما نقول و نفعل، فقد كان سيدي ولد سالم أكثر تصوفا في حديثه عن الحقيقة ، من ولد الغزواني و ولد الشيخ سيديا و ستؤكد المراحل القادمة أن زلة اللسان التي لا تغتفر هي كانت المطالبة بإقالته احتراما لدستور فصله عزيز على مقاس احتقاره للمجتمع و استعداد مرشحه للخيانة و التمثيل.
.